ما هو فن الزخرفة

Mamt Eyad

فن الزخرفة، الزخرفة هي أحد أشكال الفنون التشكيلية المعروفة منذ قديم الزمن، تعتمد في الأساس على إبراز بعض العناصر الأساسية سواء في النباتات أو في الحيوان، وتستخدم كمنظر جمالي رقيق في المساجد والكنائس والبيوت.

تعريف فن الزخرفة

في البداية، يجب علينا تعريف المقصود بفن الزخرفة ، بالرغم من ظهوره منذ القدم، إلا أن الكثير منا لا يعرف المقصود به.

ويعرف فن الزخرفة على أنه مجموعة من النقاط والخطوط والأشكال الهندسية وبعض رسومات النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى كلمات متداخلة ومتناسقة فيما بينها بشكل رائع.

ويستخدم هذا الفن في إعطاء شكل جميل، وبالتحديد في تزيين المباني والأواني والملابس والجوامع والكنائس والمدافن والنقود والعملات والقصور، فضلا عن بعض أعلام الدول.

تطور فن الزخرفة

لم ينشأ فن الزخرفة من فراغ، بل مر بالعديد من المراحل المختلفة التي أضافت إليه بعض الأنماط التي لم تكون متواجدة من قبل مثله مثل أي فن آخر.

وظهر فن الزخرفة للمرة الأولى في التاريخ في الحضارات القديمة، والدليل على ذلك، قيامهم بتصوير حياتهم وطبيعة يومهم ببعض النقوشات والرسومات البسيطة التي تواجدت على جدران المعابد والأماكن السياحية المعروفة.

وعرف الإنسان الزخرفة منذ ما قبل التاريخ، وقامت كل أمة بتصوير طريقة التفكير الخاصة بهم ومدى العمق الذي وصلوا إليه.

وأخذت الحضارات القادمة بعد ذلك من تلك الخطوة لتكون نقطة الانطلاق الرئيسية في تطور فن الزخرفة في العالم، وقاموا بإضافة العديد من العناصر إليه بسبب تطور الأدوات المستخدمة فيه التي لم تكن متواجدة من قبل.

المراحل التي مرت بها الزخرفة

كما أشرنا سابقا أن الإنسان عرف فن الزخرفة كنوع من أنواع تصوير حياتهم اليومية، ولم تتعدى اهتمامهم تلك الخطوة، فكانوا يتعاملون بفطرة تامة، فقاموا بنقش ورسم بعض أنواع الطعام والشراب الخاص بهم على مختلف الجدران والحائط.

الزخرفة النباتية

وأخذت الزخرفة تتطور بشكل ملحوظ في الحضارات القديمة، فعندما تعرف الإنسان على أشكال جديدة من الكائنات الحية مثل الحيوانات والنباتات، قاموا برسم وتصوير بعضا منهم على تلك الجدران.

ومع تطور العصور المختلفة، وتطور الأدوات المستخدمة في فن الزخرفة، أصبحت يتم تصويرها داخل جدران الكهوف والمعابد ووشم الجسم، فضلا عن تزيين الأواني التي تستخدم في تقديم الطعام، وكذلك بالنسبة للمفارش والملابس التي تميزت بتواجد العديد من النقوشات الجميلة عليها، وكان الهدف من تلك الخطوة هو التزيين والتجميل.

تطور التعبيرات الزخرفية

وصلت الزخرفة إلى حد كبير من التطور مع نهاية العصور القديمة حسب ما تم اكتشافه من آثار قاموا بتركها على بعض الجدران، وأصبحت تتخذ في الوقت الحالي بعض التعبيرات الرئيسية الجميلة والمميزة، ومن بين تلك التعبيرات كلا من:

  • التعبيرات البدائية.
  • التعبيرات الرمزية.
  • التعبيرات بالكتابة الرمزية.
  • التعبيرات الحيوانية.
  • التعبيرات الهندسية.
  • التعبيرات المشوشة.
  • التعبيرات التجريدية .

وسوف نوضح لكم التفاصيل الخاصة بكل نوع من تلك الأنواع في الفقرات القادمة، تابعونا.

التعبيرات البدائية

تعد بمثابة أقدم نوع من التعبيرات الزخرفة التي عرفها العالم، حيث ظهرت للمرة الأولى في فترة ما قبل التاريخ الإنساني أو فترة الحضارات القديمة.

وتعتمد تلك التعبيرات في الأساس على رسم ونقش بعض الخطوط والنقاط الساذجة التي لا يوجد لها أي معنى مفهوم، فضلا عن تواجد بعض الأشكال البدائية البسيطة التي تكونت من الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان أو بعض الاكتشافات التي نجح في اكتشافها.

التعبيرات الرمزية

تعد المرحلة الثانية في مراحل التعبيرات الزخرفية التي عرفتها البشرية، وبدأ تفكير الإنسان القديم يتجه نحو هذا النوع عندما شعر بوجود إله قام بخلق الأرض وما عليها من أشكال من نباتات وحيوانات.

وفضل الإنسان الاتجاه إلى تصوير ورسم وتجسيد تلك الأشياء عن طريق رسمها على بعض أنواع الحجارة، ومن أكثر الأمثلة الدالة على ذلك

وجود تعبيرات زخرفة قامت برسم دائرة وفي المنتصف نقطة، وكانت ترمز إلى الشمس، أما بالنسبة للجهات الأصلية، فتم التعبير عنها بواسطة قطرين متعامدين في دائرة واحدة فقط.

التعبيرات بالكتابة الرمزية

مع تطور الحياة، وظهور العديد من أشكال الطبيعة مثل النباتات والحيوانات، واستخدام الإنسان لأدوات أكثر تطورا، بدأ الاتجاه إلى تصوير أفكاره ومشاعره وعواطفه المختلفة عن طريق الكتابة على الجدران باللغة الهيروغليفية أو باللغة الصينية.

وكانت التعبيرات بالكتابة الرمزية في ذلك الوقت تقتصر نهائيا على رسم طير من الطيور أو حيوان معين أو نهر أو نبات، وكانت جميعا أشكال بدائية بسيطة.

التعبيرات الحيوانية

ظهرت للمرة الأولى في التاريخ في فترة ما قبل التاريخ، وبالتحديد عندما بدأ الإنسان القديم في التعرف على بعض الحيوانات من خلال اصطياد بعضها أو مقابلة البعض الآخر بالصدفة أثناء السير.

وكانت ترسم تلك الحيوانات على جدران الكهوف والمعابد والأحجار المختلفة، ولم تتوقف تلك التعبيرات عند هذه المرحلة، بل قامت بعض القبائل باتخاذ بعض الحيوانات شعارا أساسيا لها يميزها عن باقي القبائل مثل التنين أو الكلب أو الخنزير.

التعبيرات الهندسية

تعتمد تلك التعبيرات في الأساس على الحصول في النهاية على شكل هندسي مميز، وتتم عن طريق القيام بعمل بعض النقاط والخطوط بطريقة متشابكة ومتناسقة فيما بينهم، وكذلك بعض المضلعات والمكعبات، ومن ثم الحصول على الشكل المراد تنفيذه في النهاية.

التعبيرات المشوشة

تطورت أنواع التعبيرات الزخرفية المختلفة على مر العصور، حتى ظهرت تعبيرات جديدة تسمى التعبيرات المشوشة، وقد انتشر هذا النوع في أوربا بشكل كبير وهائل، وخاصة في فرنسا في عهد لويس الخامس عشر، وعرفت باسم STYLE، ومن ثم انتقلت إلى الحضارات العربية بعد ذلك.

التعبيرات النباتية

ظهر نوع جديد في التعبيرات الزخرفية بفضل اكتشاف الإنسان للأدوات المتواجدة في الطبيعة، واتخذ اسم التعبيرات النباتية.

ويعتمد هذا النوع في الأساس على تصوير ورسم بعض أنواع الزهور والورود الجميلة والمحبوبة عند الناس مثل القرنفل والرمان والتوليب والكرز والسوسن والنسرين، وتعتمد الرسومات والنقوشات الخاصة به على أغصان تلك الورود والأشجار.

التعبيرات التجريدية

يعتمد هذا النوع بشكل أساسي على التجريد من من الطبيعة والواقع، أي تصوير كل ما هو متواجد في الواقع، وقد حدث فعلا، وعدم اللجوء إلى تصوير أي شيء لم يحدث نهائيا في الواقع أو غير متواجد في الطبيعة.

قواعد الزخرفة

لفن الزخرفة العديد من القواعد والأسس التي يجب مراعاتها عند ممارسته مثله مثل أي فن آخر، ولكن تلك القواعد لا تتطلب مجهود كبير من قبل الإنسان، ومن بين تلك القواعد ما يلي:

  1. التوازن.
  2. التناظر.
  3. التناسب.
  4. التشابك.
  5. التكرار.

وسوف نشرح كل نوع من الأنواع السابقة بالتفصيل في السطور القادمة.

التوازن

تعد من أهم القواعد الرئيسية التي يجب مراعاتها عند تأسيس فن زخرفي معين، وتعتمد في الأساس على التوازن في توزيع الأشياء المتواجدة في هذا العمل من ألوان وخطوط ووحدات، ووجود علاقة قوية تربط جميع الأشياء السابقة بعضها ببعض.

التناظر أو التماثل

من القواعد الرئيسية المتواجدة في فن الزخرفة، ويقوم على وجود تماثل أو تشابه في نصفي الزخرفة، على أن يكون النصف الأول مناسب للنصف الثاني ومطابق له تماما، وتنقسم تلك القاعدة إلى نوعين رئيسين:

التناظر النصفي: يضم العناصر التي يكمل نصفها النصف الآخر عن طريق تمثيلهم في اتجاه مقابل، وتعتبر أمثلة الطبيعة من أشهر الأمثلة على هذا النوع.

التناظر الكلي: ويعتمد هذا النوع على وجود عنصرين مكونين للفن الزخرفي، ولكن يراعى أن يتشابه الجزأين تماما، ولكن في اتجاه معاكس للآخر.

التناسب

يعتبر من أهم قواعد فن الزخرفة، حيث يعطى لأي عمل تمييز عن باقي الأعمال الأخرى، ويجعله يتخذ طابع راقي.

ويعتمد هذا النوع على تناسب وتساوي كل جزء للجزء الآخر، والتي تتطلب من الفنى وجود ذوق رفيع له وقوة ملاحظة.

التشابك

ينتشر هذا النوع في الزخرفة العربية والإسلامية بالتحديد، حيث يمكن تمثيله عن طريق نوعين مختلفين تتوقف حسب خبرة الفني أو رغبته في الحصول على عمل معين، هما:

التفاف حلزوني.

التفاف ساقين من النبات بشكل معاكس.

التكرار

من أبرز الأشياء التي تميز فن الزخرفة عن باقي الفنون الأخرى هو وجود عنصر التكرار فيها عن طريق تكرار شكل نبات أو حيوان أو بعض الخطوط والنقاط في العمل الواحد.

ويتكون هذا النوع من ثلاثة أنواع رئيسية، إليكم تلك الأنواع، مع شرح التفاصيل الخاصة بكل نوع منهم:

التكرار العادي : يتم فيه تجاور الأعمال الزخرفية في وضع ثابت متناوب.

التكرار المتعاكس : وفيه يتم تكرار الوحدات أو العناصر الزخرفية بطريقة معاكسة لبعضها البعض في اليمين أو في اليسار، إلى أعلى أو إلى أسفل.

التكرار المتبادل : يتم عن طريق استخدام وحدتين في تجاور، بحيث يعاقب كل جزء منهما الجزء الآخر، ويسمى في بعض الأحيان التعاقب أو التناوب.