ما هو مفهوم تكنولوجيا التعليم

ماريهان أحمد

تكنولوجيا التعليم ؟ وما هي سلبيات تكنولوجيا التعليم؟ نظرًا لأي ظروف طارئة قد تحدث وتخل بمسار العملية التعليمية، فإنه من الضروري إيجاد بديل للتعليم التقليدي، وهذا البديل هو التعليم عن بُعد أو تكنولوجيا التعليم.

مفهوم تكنولوجيا التعليم

مفهوم تكنولوجيا التعليم

يسهل تعريف تكنولوجيا التعليم على أنه استخدام التطبيقات التكنولوجية الحديثة في عملية التعليم، فهي تعمل على ضم كافة نظم المعلومات، وأدواتها التي تستعمل في التعليم وتزيد من كفاءته.

فإن التطور في تكنولوجيات التعليم لا ينعكس فقط على تطوير مسار العملية التعليمية.

لكنه يتيح المجال واسعًا لكل المتعلمين الجدد ليدرسوا كافة المواد الموجودة، ونيل كافة الشهادات والدرجات العلمية المُتاحة من خلال التعليم عن بُعد أو تكنولوجيا التعليم.

هذا ما يفتقر إليه ذهن البشرية عندما حلت علينا أزمة كورونا العالمية، والتي تسببت في غلق كافة الهيئات التعليمية، مما جعلنا نتجه إلى التعليم عن بُعد، ومن هنا اكتشفنا ما هو مفهوم تكنولوجيا التعليم؟

لا يفوتك أيضًا:  دور تكنولوجيا التعليم في حل مشاكل التعلم

أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم

خلال محاولاتنا لمعرفة ما هو مفهوم تكنولوجيا التعليم؟ وجدنا أنه كل ما يسهل عملية التعليم من أدوات تكنولوجية تسهل التواصل بين الطالب والمعلم.

بالإضافة إلى إتاحة كافة سبل التعليم إلكترونيًا دون الحاجة إلى أن يبرح الطالب أو المعلم مكانه، لذا فإن لتكنولوجيا التعليم فوائد كثيرة وأهمية تحتم علينا استخدام هذا النوع من التعليم.

1- تطوير المهارات الشخصية للطالب

ساهم مفهوم تكنولوجيا التعليم بشكل كبير في تطوير كافة المهارات التي يمتلكها الطالب، مثل إدارة الوقت والتعاون وتعلم كيفية البحث عن المعلومات.

كما تمنح للطلاب الذين يعانون من الخجل وصعوبة المُشاركة مع الآخرين والتعلم ثقة أكبر وحرية في التعلم دون مواجهة أي ضغوطات، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على التعبير عن ذاتهم بما يستحقونه.

ساهمت أيضًا تكنولوجيا التعليم في توفير الوقت على كلٍ من الطالب والمعلم، وذلك من خلال سرعة الوصول إلى المعلومات والدروس الإلكترونية، علاوة على تنمية مهارة الطالب والمعلم في التعامل مع التكنولوجيا.

2- تسهيل تقييم أداء الطالب

عن طريق تكنولوجيا التعليم يمكن للمعلم أن يستخدم بعض التقنيات التي تساهم في إنشاء قوائم تقييمية تعالج نسب أداء الطلاب، وعليه فيتم عمل مجموعة أسبوعية على سبيل المثال ليتم فيها مناقشة أداء الطلاب، ومعرفة سبب تغير مستوياتهم.

كما يمكن استعمال تكنولوجيا التعليم في تحضير اختبارات ذات مستويات عليا، والحصول على الأسئلة والمعلومات الجديدة.

مما يسهل على المعلم تقييم أداء الطلاب وتطوير مستواهم عقر إدخال التكنولوجيا لملاحظة الفروق الفردية بين كل طالب والآخر.

3- تخطي عائق المكان والزمان

تساهم عملية التعلم الإلكتروني في تخطي العوائق الزمانية والمكانية، حيث يمكن لأي شخص تلقي العلم أو تلقينه، مع إتاحة المادة العلمية للطالب عبر المنصات الإلكترونية المختلفة في أي وقت يحتاجه.

مما يسهل على الشخص جدولة وقته وتنظيمه، وتضمينه في مهامه الحياتية الأخرى، فإن مثل هذه التسهيلات تجعل التعلم حالة دائمة في حياة الفرد ولا تواجه عوائق كثيرة.

4- تنشيط العملية التعليمية

تساعد التكنولوجيا على تصور المصطلحات العلمية المُجردة التي يصعب فهمها، وذلك من خلال إيضاحها بطرق إلكترونية حديثة مثل الصور والمقاطع المُصورة.

كما يساعد مفهوم تكنولوجيا التعليم على تنشيط الجانب الذهني للطالب ورفع قدرته على التعلم الذاتي، مما يؤدي إلى رفع إنتاجية الطالب وجعله أكثر تفاعلًا.

5- تطوير مهارة الكتابة

تساهم تكنولوجيا التعليم في تطوير المهارات الكتابية والقرائية لدى الطالب، وذلك لأن التعليم من خلال التكنولوجيا يساعد على إيضاح المعلومات بشكل أسهل، كسماع الكلمات من خلال برامج تعليم التهجئة.

كما أن بعض الألعاب والألغاز المُسلية التي تعلم الطالب الكيفية السليمة لنطق بعض المصطلحات الموجودة في أي لغة أجنبية.

6- تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة

بوجود الطرق التكنولوجية الحديثة التي تساعد على التعلم بشكل أسهل فتلاشت كل العقبات التي كانت تواجه الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة التي كانت تعيق عملية تعليمهم.

فهناك بعض التكنولوجيات الحديثة التي تساعدهم في حل مشكلاتهم ومنحهم الفرصة اللازمة للتعلم والاندماج بشكل أسهل.

7- جعل العملية التعليمية أسهل وأمتع

في أغلب الأحيان ما يُنفر الطلاب من العملية التعليمية هو الذهاب للمدرسة والاستيقاظ صباحًا وهذا ما يكون العائق الوحيد للتعلم التقليدي.

لكن بوجود مفهوم تكنولوجيا التعليم أصبح ليس من الضروري أن يذهب الطالب إلى المدرسة ومواجهة أعباء ذلك الانتقال، بالإضافة إلى عدم وجود ضرورة حتمية للاستيقاظ مبكرًا.

كما أن تكنولوجيا التعليم جعلت شرح المعلومات أسهل وأبسط، فيمكن للطالب عند عدم فهمه لأحد الجزيئات في المادة العلمية أن يقوم بإعادة المقطع المُصور الذي يقوم بالتعلم منه.

لا يفوتك أيضًا:  استراتيجية جدول التعلم عن بعد

سلبيات استعمال التكنولوجيا في التعليم

على الرغم من المميزات الكثيرة لاستخدام مفهوم تكنولوجيا التعليم، إلا أنه لا يوجد ما يخلو من السلبيات، فإن هذا النظام التعليمي له بعض السلبيات التي تتمثل في:

1- تشتيت انتباه الطالب

في بعض الحالات تكون التكنولوجيا إدمان مثل الكحول والمخدرات، أثبتت أحد الدراسات أن المُواطن الأمريكي يذهب ليتأكد من إشعارات هاتفه حوالي 100 مرة يوميًا.

لذا فقد يتسبب أسلوب التكنولوجيا في التعليم في إدمانهم الشديد للتكنولوجيا وانعزالهم عن عالمنا الواقعي.

2- الإمكانيات غير متاحة للجميع

قد تكون التكنولوجيا في التعليم حلًا فعالًا، ولكن هناك بعض الفئات غير القادرة على توفير الأجهزة التكنولوجية اللازمة، وشبكة الإنترنت التي يحتاج إليها الطالب لمُذاكرة دروسه.

3- شعور الطالب بالانعزال

قد يرغب الطالب بطبيعة الحال في التواصل مع أصدقائه من نفسه عمره، هذا التواصل الذي كان يوفره التواجد في التعليم المباشر، أما مع التعليم التكنولوجي فأصبح الطالب غير قادر على التواصل مع أصدقائه سوى إلكترونيًا.

4- تسهيل الغش

قد يكون أحد أهم سلبيات مفهوم تكنولوجيا التعليم هو تسهيل الغش على الطلاب، فمثلًا عند إجراء أحد الامتحانات الإلكترونية على أحد المنصات المُتخصصة، فأصبح من السهل أن يتواصل الطلاب مع بعضهم البعض وحل الامتحان سويًا.

حيث يحتاج الأمر إرسال رسالة واحدة فقط على أحد المجموعات التي تضم كافة طلاب الصف.

مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم

نجاح مفهوم التكنولوجيا في التعليم مر بعدة مراحل حتى يحقق هذا النجاح الموجود عليه في هذه الفترة، فقد مرت الوسائل التعليمية بعدة تسميات مختلفة.

  • مرحلة التعليم البصري: تعتمد هذه المرحلة على حاسة بصر الطلاب وذلك من خلال تقديم أمثلة مرئية، وبينت الدراسات أن 90% مما يحصله الطالب يكون من خلال حاسة البصر.
  • التعليم السمعي البصري: في هذه المرحلة يتم استخدام وسائل مسموعة ومرئية للمساعدة في عملية ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب.
  • مرحلة التواصل: هي عملية تواصل ديناميكية تحقق التفاعل الفعال بين الطالب والمعلم، وذلك من خلال استخدام الوسائل التعليمية الحديثة.
  • تطوير نظم التعليم: هو تحقيق مجموعة من النظم التكنولوجية التي تسعى إلى تحقيق هدف ما، فيعمل على دمج القدرة على التعليم الجماعي التقليدي بالقدرة على التعليم الفردي.
  • العلوم السلوكية: وهي التي تهدف إلى تطوير سلوك الطالب، وتحسين الاستجابة التي يظهرها.
  • مرحلة تكنولوجيا التعليم: تعمل هذه المرحلة على إيضاح المشاكل ووضع حلول لها، ثم تحديد الأهداف والتركيز على كيفية توظيف الأجهزة والأدوات التكنولوجية لربطها بالمواد التعليمية.

لا يفوتك أيضًا:  عيب ومميزات التعلم عبر الانترنت

نصائح لاستخدام سليم لمفهوم تكنولوجيا التعليم

مفهوم تكنولوجيا التعليم

الدور الأساسي للمعلم هو مساعدة الطالب على فهم إحدى المشكلات أو المواد التعليمية، وفي هذه الحالة، فإن التكنولوجيا هي الوسيلة التي يستخدمها المعلم كي يوصل للطالب المعلومات.

فمن المستحيل أن تقوم التكنولوجيا وحدها بإيصال المعلومات للطالب، فيجب أولًا توجيه هذه الأدوات إلى الكيفية السليمة، لذلك فإنه من الضروري أن يكون المعلم على دراية كافية بالتكنولوجيا وكيفية استخدامها في مصلحة الطالب.

لذا فإنه على المعلم أن يختار أسلوب التكنولوجيا الذي سوف يستخدمه لتعليم الطالب، ويرى ما هو الأنسب ليتلقى منه المعلومة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *