كيف وصل الإسلام الى العراق
كيف وصل الإسلام الى العراق من خلال موقع محتوي ،بدأت الفتوحات الإسلامية منذ عهد رسول الله بعدما تد تثبيت قواعد الإسلام في شبه الزيرة العربية، فقد كانت رسالة النبي محمد رسالة عالمية الغرض منها أن يكون الإسلام هو الدين الجامع والذي يختم به الله رسالاته، كما كان من أهمية الإسلام بمكان هو تصحيحه للانحرافات التي حدث للديانات السماوية على يد أصحابها، بدأت الدعوة لفتح العراق في نهاية عهد أبو بكر الصديق حيث أوصى عمر بن الخطاب باستكمال مسيرة الفتوحات الإسلامية.
الأوضاع قبل فتح العراق
كانت العراق في ذلك الوقت جزء من دولة الفُرس، بدأت المناوشات بين المسلمين والفرس في عهد أبو بكر الصديق في المنطقة الجنوبية للعراق حيث أرسل جيش بقيادة خالد بن الوليد والذي قام بعدد من المعارك على رأسها معركة عين التمر والتي انتصر فيها المسلمين .
ولكن بعد وفاة أبو بكر الصديق توقفت المناوشات والمعارك هذه قليلًا بسبب انهماك الفرس في الصراعات الداخلية وغياب خالد بن الوليد وضعف جيش المسلمين حيث انفصل معه أكثر من نصف القوات، ترأس الجيش بعده المثنى بن حارثة الذي توقف عن القتال ولكنه احتفظ بكل ما غنمه المسلمون من سواد العراق.
دور عمر بن الخطاب في فتح العراق
بعد وفاة أبي بكر، شرع عمر في دعوة المسلمين إلى الانضمام إلى الجيش الذي تقوده المثنى، كان الأوضاع في العراق سانحة للتقدم بسبب الانهيار الداخلى للدولة الفارسية والنزاع على السلطة، وعلى الرغم من ذلك رأى عمر بن الخطاب أن الوضع ليس سهلًا بسبب خشية العرب من الدولة الفارسية وحدودها والحاجة إلى تقوية الجيش والقبلية المسيطرة على شبه الجزيرة العربية حتى بعد دخولهم الإسلام .
بدأ عمر بدعوة القبائل وتشجيعها على الاشتراك في القتال فكانت هذه نقطة التحول في فتح العراق ومملكة بيزنطة وفارس في آن واحد، توافدت الجمع لتلبية دعوة بن الخطاب مشاركة في الفتوح، اختار عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي قائدًا للجيش الذي ذهب لاتمام عملية الفتح بعد ذهاب المثنى إلى العراق لتهيئة الأجواء.
معارك المسلمين في العراق
بعدما أدرك الفرس استعداد المسلمين للحرب، قام قائدهم بتنحية الاختلافات ونشر الوعي في سكان العراق وأقامهم ضد المسلمين، فلما وجد المثتنى هذا الووضع بعد وصوله للحيرة، فانسحب منها وأدركه أبو عبيد فيها حيث كان يقود جيشًا من عشرة آلالاف، اتجه الجيش نحو النمارق ودارت هناك معركة مع الفرس هزمهم فيها المسلمين.
تقدم المسلمين نحو الساقطية وهزموا الفرس مرة أخرى هناك وفر قائدهم نرسي في جو الهزيمة القاتم. كثف المسلمين حملاتهم بعد هذه الانتصارات المتتالية حتى سيطروا على قرى سواد العراق كلها وعقدا هدنة مع أهلها مقابل دفع الجزية .
انتصر المسلمون بعد ذلك في معرقة باقسياثا، ولكنهم هزموا في معركة الجسر بسبب موت قائدهم أبا عبيدة، ثم كانت معركة البويب التي كانت بمثابة الثأر واسترداد الثقة للمسلمين وفي هذه المعركة اشتركت بعض القبائل العربية ونصارى النمر وتغلب إلى جانب المسلمين ضد الفرس.
استمر المسلمون في التوغل والفتوح لكل جنبات العراق حتى وصول لأهم المدن والمناطق بها، حيث فتحوا تكريت لى يد سعد بن أبي وقاص التي سقطت بعد حصار أربعين يوما. وبعد هذا الفتح المهم طلب منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني مدينة للمسلمين حتى تكون مقرًا للجيوش الإسلامية في العراق فبنى سعد الكوفة وكان المسجد الجامع هو اول ما تم تشيده في المدينة، وبنيت أمامه ظلة واسعة المساحة أقيمت على أعمدة، وشيدت دار الإمارة بجوار المسجد، وأقام الجند منازلهم حول فناء المسجد.
بناء البصرة 16هـ
بُنيت البصرة على يد عتبة بن غزوان في منطقة الأبلة في جنوبي العراق موهي مرفأ عظيم للسفن وكان الغرض من بناء هذه المدينة التي تطل على البحر هو حماية البلاد من الهجمات الفارسية حيث كانت سفنهم ترسو هناك، وضع عتبة أساس المدينة، وبنى المسجد الجامع من القصب، وكذلك بنى الناس منازلهم، وكلف عاصم بن دلف لينزل القبائل في مواضعها، وتم بناء المباني الخاصة بدوائر الحكومة والإدارة، وأمر عمر بشق قناة تصل المدينة بدجلة، وأصبحت البصرة منذ ذلك الوقت مدخل العراق من الخليج العربي.
وهكذا أصبحت الكوفة والبصرة المنطلقين الرئيسيين للجيوش الإسلامية في المشرق، حتى استقرت الفتوحات في خلافة عمر رضي الله عنه.