حديث صحيح في فضل سورة الكوثر
حديث صحيح في فضل سورة الكوثر عبر موقع محتوى, سورة الكوثر هي السورة رقم 108 في المصحف الشريف، وهي إحدى سور الجزء الثلاثون من القرآن الكريم حيث يحتوي هذا الجزء على عدد كبير من السور القصيرة، عدد آيات سورة الكوثر 3 آيات وهي بذلك تتشابه في عدد آياتها مع سورتي العصر والنصر.
اعتبر العلماء والمفسرين أن سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم وذلك لأن عدد كلماتها وحروفها أقل منها في سورتي العصر والنصر اختلف المفسرين عما إذا كانت هذه السورة مكية أو مدنية، نوضح لكم من خلال موقع محتوى فوائد قراءة سورة الكوثر.
فضل تلاوة سورة الكوثر
سورة الكوثر اختلف العلماء على تفسير كلمة الكوثر فما هو المراد بذكر هذه الكلمة بعضهم رأى أن هذه الكلمة المراد بها نور قلب سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم والبعض الآخر افسرها بأنها نهر الجنة وبعضها ظن أنها أمة الإسلام، جميع سور القرآن الكريم لها فوائد كثيرة ويمكن أن نستفيد كثيرا من قرأتها، لم يرد في فضل تلاوة سورة الكوثر الكثير من الأحاديث النبوية ولكن يمكننا أن نستنتج من تفسير هذه الآيات فوائد قرأتها والدروس والعبر المستفادة منها وإليكم أهم هذه الفضائل وهي كالآتي؛
ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٣] ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ).
هذا الحديث النبوي الشريف من أهم الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل قراءة سورة الكوثر، يتبين من خلال هذا الحديث النبوي أن الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم ضحك مبتسما عندما أوحى الله إليه بهذه السورة الكريمة، وفي هذا الحديث بيان لشأنها وفضلها العظيم، وهذا هو الحديث الوحيد الذي ورد إلينا في فصل سورة الكوثر اما باقي الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن حضرة سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم فهي عن صفات نهر الكوثر وفضله.
ممَّا جاء في نهر الكوثر ووصفه ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال:(بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ).
في هذا الحديث يتحدث سيدنا النبي عن نهر الكوثر حيث قام حضرته عليه أفضل الصلاة والسلام بوصفه للمسلمين ومن المؤكد أن هذا الحديث يؤكد أن كلمة الكوثر في السورة يقصد بها نهر الكوثر في الجنة الذي أعده الله سبحانه وتعالى إلى عبده ونبيه سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم.
سورة الكوثر والزواج
انتشر العديد من الأقاويل التي تؤكد بجلب الرزق وتيسير الزواج عند قراء سورة الكوثر يوم الجمعة ألف مرة، يثب الله قارئ هذه السورة الف مرة بثواب عظيم يحلم به كل مسلم وهو أن الله يسقيه من أنهار الجنة، لم يرد عن سيدنا النبي الأعظم صل الله عليه وآله وسلم أى حديث صحيح يؤكد ذلك الفضل، علينا أن نبحث مطولا حول الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل سور القرآن الكريم للتأكد ما إذا كانت أحاديث صحيحة أو مكذوبة.
سبب نزول سورة الكوثر
أما عن أسباب نزول هذه الآية الكريمة فهذا ما نوضحه إليكم في السطور القادمة، كان سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يخرج من المسجد قابله العاصي بن وائل وعندما دخل إلى المسجد سأله جماعة من كفار قريش عن الرجل الذي كان يتحدث معه فأجابهم بأنه الأبتر، وكلمة الأبتر تعني في اللغة العربية الرجل الذي لا ولد له ولقبه بذلك بعد وفاة ابنة من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها فأنزل الله جل وعلا هذه السورة العظيمة.
في رواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه قال عن هذه السُّورة: (نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَتَحَدَّثَا وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ: مَنِ الَّذِي كُنْتَ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَبْتَرُ، يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَكَانَ مِنْ خَدِيجَةَ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنٌ: أَبْتَرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هذه السورة).