قصة المسيح الدجال كاملة مكتوبة من السنة النبوية

أ / مروة سامي الجندي

الفتنة الأكبر والأعظم التي يهتز لها الوجدان وتتأثر بها القلوب هي ظهور المسيح الدجال، وهي من أهم الأسباب التي تدفع الباحثين نحو معرفة ملابسات هذه القصة، فضلاً عن غيرهم ممن لا ثقافة لهم من العوام في عقيدة نزول سيدنا عيسى – عليه السلام – وقتله الدجال في آخر الزمان.

بداية قصة المسيح الدجال (تحذير الرُسل من الدجال) 

ينقسم الناس في هذا الشأن إلى مصدق مقتنع / تابع راغب أو راهب / مكذب فار من الفتنة / مكذب مقاوم؛ لذا فقد حذر الرسل والأنبياء أممهم، وخاصةً سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى صحبه أجمعين، حيث وضح بيان خطورته على العقيدة والدين، بيَّن صلى الله عليه وسلم شأنه وفصَّل في أوامره حيث وصف شكله وحلقه، وجوه دجله وخوارقه.

أوضح من تابعه ومن مُريده، كما أعلم الأمة بمة لبثه ومكثه في الأرض، وطريقة موته ومن سيقتله، وهذا من خلال التفصيل الدقيق لحياته وموته حتى يقطع رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – أي تشكيك أو ريب.

فتنة المسيح الدجال
فتنة المسيح الدجال

هناك فتنة قصة المسيح الدجال حيث عن أبي أمامة – رضي الله عنه –قال عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال”(وفي رواية : فتنة أكبر من فتنة الدجال). [1]

تعرف على:  قصة سيدنا موسى والعصى

تحذير النبي أمته من الدجال  

بالرغم من اليقين من خروج الدجال في آخر الزمان وفقًا إلى قصة المسيح الدجال، وتحذير جميع الأنبياء الذين سبقوا سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم – بيد أن الدين الإسلامي قد خص الفتنة الناجمة من خروج المسيح الدجال وشرها وقرنها رسولنا الكريم بعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وأمرنا بالتعوذ من هذه الفتن في كل صلاة.

المسيح الدجال

حيث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو: “إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ” [2]

تعرف على:  قصة نبي الله يونس 

متى وأين سيخرج الدجال؟

ذُكر في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة معلومات عدة حول قصة المسيح الدجال وخاصةً عن مكان وزمان خروجه.

أولاً : زمن خروج الدجال

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – أخبر أصحابه – بأن :

”سمعتُم بمدينةٍ جانِبٌ منها في البَرِّ ، وجانِبٌ في البحرِ؟ لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوَها سبعون ألفًا من بني إسحاقَ ، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتِلوا بسلاحٍ ، ولم يَرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيسقط أحَدُ جانبَيها الذي في البحرِ ، ثم يقول الثانيةَ : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، فيسقطُ جانبَها الآخرُ ، ثم يقول الثالثةَ : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، فيفرجُ لهم ، فيدخلونها ، فيغنَمون ، فبينما هم يقتسمون المغانمَ إذ جاءَهم الصريخُ ، فقال: إنَّ الدجَّالَ قد خرج ، فيَتركون كلَّ شيءٍ ويرجعون”

[3]

ثانيًا : مكان خروج الدجال

في مكان خروج الدجال بعض الأحاديث الشريفة، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

يَأْتي المَسِيحُ من قِبَلِ المَشْرِقِ”. [4]

صفات الدجال الخلقية

وصف رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – المسيح الدجال وصفًا دقيقًا، حيث ذكر علاماته، كما ميزه ببعض الصفات؛ حتى لا يشتبه عليهم آخرون ويكونوا على بينة من أمره فجاء في وصفه أنه :

  • أعور العين اليمنى.
  • عينيه اليمنى ناتئة مثل العنبة الطافية على وجه الماء.
  • ممسوح العين اليسرى وعليها لحمة تنبت عند المآقي.
  • يُكتب بين عينيه “كافر”.
  • جسيم أي عظيم الجثة.
  • أبيض البشرة.
  • ذو شعر مجعد كثيف.
  • رأسه كأنه أصلة، والأصلة أي عظيم الرأس قصير الجسم.
  • قصير أفحج، وأفحج أي التباعد بين الساقين والفخذين.

على هذا جاءت الأحاديث الشريفة فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

قال “إنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلَّا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ العَيْنِ، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ، وَلَا جَحْرَاءَ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ” [5]

ماذا سيفعل الدجال بعد خروجه

لا شك في أن فتنة المسيح الدجال هي الفتنة الأعظم، ولكن لا تكمن فقط في شكله أو لفظه وإنما سيقيم العديد من الخوارق التي يهتز بها المنافق والكافر وتدفعهم إلى تصديقه واتباعه، فمن أشهر عجائبه وخوارقه :

قصة المسيح الدجال

أولاً : الماء والنار

ماءه نار وناره ماء، حيث أنه عن حذيفة عن النبي – صلى الله عليه وسلم –

قال: “لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما –رأي العين –ماء أبيض، والآخر –رأي العين –نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد” [6]

أي يخيل للناس أن نهر الماء هو ماء أبيض ولكن تغلي كالنار، أما النار فيسقط رأسه ويشرب منه؛ فيخيل للناس أنها ماء بارد.

ثانيًا : عجائب الكثرة

يأتي ومعه جبالاً من الخبز، يأمر السماء أن تنهمر ماءٍا فتُمطر، يأمر الأرض أن تنبت فتنبت، يأمر الأرض أن تخرج كنوزها فتخرج، فقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – “ يسير معه جبال الخبز والماء ”(رواه أحمد).

تعرف على:  قصة فرعون في القرآن مختصرة مكتوبة

مدة بقاء المسيح الدجال في الأرض

من الجدير بالذكر أن المسيح لن يُسمح له بدخول أراضي مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى جانب المسجد الأقصى ومسجد الطور، وذلك تعظيمًا لحرمتهما، ودلالة على صحة ثبات المسلمين، وإظهارًا لضعف المسيح الدجال وإبطالاً لكفره.

قصة المسيح الدجال

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم على أَنْقَابِ المدينةِ ملائكةٌ لا يدخلُها الطَّاعونُ، ولا الدَّجَّالُ” [7]

فتنة المسيح تلتهم بشرها الكافر والمنافق الذي اعتصم في دنياه بحبال ذائبة، أما من ثبت وآمن بالدين الإسلامي والسنة النبوية فقد يصبح شأن الدجال أجلى من الشمس في رابعة النهار.

المراجع
  1. الراوي: –| المحدث: ابن عثيمين | المصدر: الضياء اللامع | الصفحة أو الرقم: 57 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  2. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 588 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  3. الراوي: أبو هريرة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 3638 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | التخريج: أخرجه مسلم (2920) باختلاف يسير.
  4. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1380 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه مسلم (1380).
  5. الراوي: عبادة بن الصامت | المحدث: الألباني | المصدر: هداية الرواة | الصفحة أو الرقم: 5415 | خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد | التخريج: أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/157) واللفظ له بزيادة في آخره، وأخرجه أبو داود (4320) باختلاف يسير، وأحمد (22764) باختلاف يسير بزيادة في آخره.
  6. الراوي : حذيفة بن اليمان وأبو مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5051 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  7. الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 7133 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (1880)، ومسلم (1379).