الأمر الرباني بقيام الليل في سورة المزمل
الأمر الرباني بقيام الليل في سورة المزمل عبر موقع محتوى, سورة المزمل نزلت على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم بعد سورة القلم في مكة المكرمة، وهي السورة رقم الثالثة والسبعون من سور القرآن الكريم وهي تقع في الجزء التاسع والعشرين من القران الكريم وعدد آياتها 20 آية.
بدأت هذه السورة بأسلوب النداء وهو نداء رباني من الله عز وجل إلى نبيه وحبيبه أشرف الخلق سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، لم يرد في فضلها أحاديث صحيحة ولكنها احتوت على أوامر ربانية أمر بها الله عز وجل سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وهذا يعني أنها واجبة على جميع المسلمين، تابع معنا هذا المقال لمعرفة مضامين هذه السورة العظيمة.
فضل سورة المزمل
أمرنا الله عز وجل في هذه السورة العظيمة بالعديد من الأحكام الواجب على المسلم تنفيذها والعمل بها، ولذلك لم يرد في فضل تلاوة هذه السورة إلا العمل بهذه الأحكام التي كلفنا الله بها معشر المسلمين وأتباعها يكفل لنا السلامة في الدنيا والآخرة، وخلال السطور التالية سنتعرف معا أخي المسلم على أهم هذه الأوامر الربانية.
سورة المزمل وقيام الليل
كما يتضح لنا من مطلع السورة أن الله عز وجل أمر سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم بقيام الليل وذلك لقوله تعالى قم الليل إلا قليلا، هل تعي أخي المسلم المقصد الحقيقي من هذا الأمر الرباني من المؤكد أن الكثيرون لا يعلمون ذلك، تدبر في الآيات القرآنية لتعلم أن المقصد الحقيقي هو الإخلاص في العبادة لله عز وجل، عبادة لوجه الله العظيم خالية من أى رياء أو نفاق.
لا يتمكن كثير من المسلمين من قيام الليل فهذه عبادة شاقة على الكثيرون خاصة بعد يوم طويل وشاق من العمل، هذه العبادة يخلو فيها العبد بربه لا يشاهده أى مخلوق لا يشاهده سوى الله عز وجل لا تبصره عين إلا عين الخالق وحده ولهذا لا يقوم المنافقين الليل، هذه العبادة أساسها الإخلاص لله عز وجل ما يدفع العبد إلى قيام الليل محبة الخالق وهذا ما يجعله يفضل مناجاة الله عز وجل في جنى الله على الراحة والنوم في الفراش.
ويتجلي فضل هذه العبادة الخفية عن أعين الناس على سائر الأعمال التعبدية التي يقوم بها المسلم ولهذا أثنى الله عز وجل على ذلك المؤمن الذي يهجر فراشه من أجل قيام الليل في عدة مواضع من القرآن الكريم وإليكم قول الله تعالى في سورة الذاريات (1)، وقد ذكر السلف الصالح أن قيام الليل هو شرف المؤمن.
والقيام بهذه العبادة الخفية يتطلب مجاهدة النفس والتغلب على الشيطان فهي عبادة ثقيلة على المنافقين محببة إلى قلوب المحبين العارفين لله عز وجل، هذه العبادة تبعث في القلب نورا وسكينة لا يشعر بها إلا من دوام على هذه العبادة الخفية، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن قام الليل إيمانا واحتسابا وان يجعلنا من أصحاب الأعمال الخفية والخلوات المستترة عن أعين الناس لا تبصرنا إلا عين الله.
ما ورد في المقال من آيات
قال الله تعالي : {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [سورة الذاريات].