ما هي أخر الآثار الفرعونية المكتشفة حديثا 2024 ؟

أ / عمرو عيسى

ما تم اكتشافه في مصر حتى الآن ما هو إلا قشور من الآثار الموجودة تحت رمال هذه الأراضي الساحرة، حيثُ تحظى مصر بمكانة استثنائية لا تحظى بها أي دولة أخرى على مستوى العالم، وأثمرت الجهود في التوصل إلى آثار جديدة وهامة عن تاريخ الفراعنة الأجداد خِلال التنقيب عنها.

الآثار الفرعونية المكتشفة حديثاً في مصر

الآثار الفرعونية المكتشفة حديثا 2024.. عززت من السياحة في مصر

تعلن وزارة الآثار كل فترة عن اكتشاف جديد في إحدى مناطق الآثار المعروفة، ومؤخرًا أعلنت الوزارة عن مخبأ يضم ما لا يقل عن 150 تمثالًا برونزيًا و250 تابوت خشبي يعودون للعصر المتأخر.

1- مقبرة ملكية في الأقصر

أعلنت البعثة المصرية الإنجليزية في الخامس عشر من شهر يناير من هذا العام عن اكتشاف كبير في الأقصر وهو اكتشاف مقبرة فرعونية تعود إلى 3500 عام، وقد تم اكتشاف المقبرة في منطقة البر الغربي بالأقصر جنوب مصر، ومن المحتمل أن تكون المقبرة خاصة بأحد أفراد الأسرة ال 18 التي حكمت مصر في تلك الحقبة.

ليس هذا هو الاكتشاف الأول في المنطقة ففي خلال الأعوام الأخيرة كشفت مصر عن كنوز مدفونة تحت أراضيها في مختلف أنحاء البلاد؛ خصوصًا في منطقة سقارة التي تزخر بالآثار بشكل هائل.

أشار المنقبون عن حالة المقبرة السيئة بسبب هطول الأمطار والسيول التي حدثت في العصر القديم والتي امتلأت كل حجراتها برواسب الرمال والحجر الجيري، وقد أوضح رئيس البعثة الإنجليزية أن المقبرة المكتشفة تعود إلى إحدى الزوجات الملكيات أو الأميرات خلال فترة حكم التحامسة.

هذه الحقبة لم يتم الكشف عنها بشكل كبير، مما يؤكد على وجود الكثير من مثل هذه المقابر في المنطقة، وقد صرح رئيس البعثة المصرية أن البعثة المشتركة تقف على قدم وساق في أعمال الحفر والتنقيب وأن المجهودات سوف تصل إلى نتيجة مذهلة قريبًا من خلال إزاحة الستار عن الكثير من المقابر الملكية الموجودة في المنطقة.

ضمت الأسرة ال 18 مجموعة من أهم حكام مصر القديمة من ملوك وملكات، على رأسهم الملك تحتمس الأول والملك توت عنخ آمون والملكة حتشبسوت والملكة نفرتيتي.

لا يفوتك أيضًا:  مالا تعرفه عن السياحه المصريه

2- مقابر من عصر الدولة القديمة

تم هذا الاكتشاف في سبتمبر عام 2021 على يد بعثة مصرية تابعة لوزارة السياحة والآثار المصرية، وتعود المقابر المكتشفة إلى الفترة بين عامي 2686 إلى 2181 قبل الميلاد.

تكمُن أهمية هذا الاكتشاف في معرفة تفاصيل جديدة عن حياة المصري القديم في تلك الفترة، كما تكشف لنا تلك المقابر النقاب عن المعلومات الخاصة بكبار رجال الدولة في عصر الدولة القديمة وخاصة في عهد الملك مرن رع.

تعتبر مقبرة “إيري”هي أهم واحدة في الخمس المقابر المكتشفة حديثًا، وذلك لأنها تحتوي على عدد كبير من الموائد والقرابين وواجهة القصر وأواني الزيوت السبعة المستخدمة في التحنيط، وأهم ما تم العثور عليه في المقبرة هو تابوت ضخم من الحجر الجيري.

أما المقبرة التي كانت تضم “ببي نفر حفايي”، والذي كان يشغل عدة مناصب في الدولة، فكانت هي الأخرى مليئة بالمعلومات على الجدران عن الشخص المتوفى، وطبيعة أعماله وإنجازاته في الدولة.

ضم الاكتشاف ثلاث مقابر أخرى لأشخاص من كبار رجال الدولة آنذاك، ووصف أحد أعضاء البعثة المسئولة عن التنقيب في تلك المنطقة الاكتشاف قائلًا: “كانت تجربة لا تصدق ولا تحدث سوى مرة واحدة في العمر، لم أكن أصدق أنني بالفعل داخل مقبرة مكتشفه حديثًا”.

كما أشار إلى أن المقبرة على عمق 6 متر من سطح الأرض ويحتاج ذلك شجاعة وإقدام حتى يستطيع الفرد النزول لهذه المسافة مع وجود خطورة الإصابة بسبب الصخور الوعرة.

3- مقبرة “جواهرجي الفراعنة”

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف جديد، وهو اكتشاف مقبرة “أمنمحات”وهو صانع قرابين الذهب الخاص بالإله آمون، ومن المفارقات أن المقبرة كانت خالية من الذهب، الأمر الذي كان صادم لعلماء الآثار والمنقبين.

ظلت محاولات البحث عن تلك المقبرة 6 سنوات حتى تكللت بالنجاح، فقد كان علماء التنقيب على دراية بأن امنمحات قد دفن في هذه المنطقة من وادي الملوك، وأكد المنقبون على وجود العديد من المقابر المليئة بالأشياء الثمينة في المنطقة التي يطلقون عليها ذراع أبو النجا، ويطلق عليها الأثريون اسم وادي الموت.

لاحظ رئيس عمال منطقة الأقصر الأثرية وجود أعمال نبش وتخريب في المقبرة؛ مما يدل على وجود اللصوص فيها وسرقتهم لبعض الأشياء الثمينة، وكشفت المقبرة عن شخص جديد من العصر المتأخر وهو صانع الذهب، ولم يكن معروفًا في السابق أو مستدلًا على وجوده.

تضم المقبرة بعض التماثيل الصغيرة لصاحب المقبرة وزوجته، كما تضم بئر بعمق 8 أمتار به قطع أثرية، يعتقد أنه كان مخبأً في ذلك البئر بغرض حماية الأغراض من السرقة.

الجدير بالذكر أن منطقة ذراع أبو النجا وغيرها من المناطق قد تعرضت لأعمال النهب والسرقة إلى حد كبير في الفترة ما بعد ثورة يناير 2011 ويقدر حجم المواقع الأثرية التي تم انتهاكها وسرقة محتوياتها بـ 700 موقع أثري مختلف دون وعي السلطات.

لا يفوتك أيضًا:  اماكن الاثار الفرعونية في البحيرة

4- اكتشاف أكبر مدينة فرعونية

أعلنت وزارة السياحة والآثار عام 2021 عن اكتشاف ما أسموه “المدينة الذهبية المفقودة”وهي المدينة التي كانت في عهد الملك أمنحتب الثالث واستمر استخدام المدينة حتى عنخ الملك توت عنخ آمون.

أكد الوزير الأسبق للآثار الدكتور زاهي حواس الذي كان رئيسًا لبعثة التنقيب، أن المدينة المكتشفة كانت تسمى “صعود آتون”، وأن المدينة تعود إلى ما يقارب ال 3000 عام، وانتشر خبر الاكتشاف الهائل بسرعة الضوء بين الصحافيين الذين سارعوا لاكتشاف كافة التفاصيل المتعلقة بالمدينة المكتشفة.

أكدت البعثة المنقبة أن الآثار الموجودة في المدينة بحالة جيدة إلى حد كبير، وتم العثور على قطع من الحلي والأواني الفخارية وبعض الأختام التي ترجع للملك أمنحتب الثالث مصنوعة من الطوب اللبن.

سرعان ما كشفت المدينة عما تحويه من غرف ممتلئة بأدوات الحياة اليومية عند القدماء المصريين، مما يشكل كنزًا سيتم دراسته بعناية لمعرفة كيف كان المصري القديم يقضي أوقات يومه؟ وما الأدوات التي استخدمها في الأمور المختلفة؟

وصلت أهمية الاكتشاف إلى درجة دفعت عالمة المصريات الأمريكية “بيتسي بريان”، أن تصرح أن هذا الاكتشاف من أهم الاكتشافات في التاريخ الحديث بعد مقبرة توت عنخ آمون.

تحتوي المدينة المكتشفة على 3 قصور ملكية تعود إلى للملك أمنحتب الثالث، كما كشفت أعمال التنقيب عن مكان مخصص لصناعة الطوب اللبن وكانت ورشة متكاملة لأعمال البناء في المدينة، وتؤكد البعثة أن الاكتشافات الجديدة لم تمس من آلاف السنين وأنها مليئة بالكنوز.

لا يفوتك أيضًا:  ماذا يوجد قبل سقف المقبرة الفرعونية

5- اكتشاف 27 تابوت في سقارة

الآثار الفرعونية المكتشفة حديثا 2024.. عززت من السياحة في مصر

استطاعت البعثة الأثرية المسئولة عن البحث في منطقة سقارة العثور على 27 تابوتًا مدفونة من 2500 عام في مقبرة جماعية، وتم الاكتشاف على مرحلتين، حيث تم اكتشاف 13 تابوت ثم اكتشاف 14 آخرين فيما بعد.

تُظهر الصور الملتقطة من الموقع الأثري المكتشف أن التوابيت الخشبية في حالة جيدة جدًا ومزينة بألوان زاهية، وتعتبر منطقة سقارة من أهم المناطق الأثرية التي تعج بالآثار تحت أرضها، وأشارت البعثة أن التوابيت المكتشفة مغلقة بشكل محكم مما يعني أنها لم تفتح منذ وقت دفنها.

الجدير بالذكر أن منطقة سقارة استخدمت قديمًا كمقبرة كبيرة للفراعنة من مختلف طبقاتهم الاجتماعية؛ مما يعني احتوائها على المزيد والمزيد من الآثار القيمة والمهمة.

الحضارة الفرعونية هي مصدر إلهام لكل البشر، فهي بداية إنجازات البشر على الأرض، وتحظى الآثار الفرعونية باحترام ومتابعة العالم بأسره، ولذلك دلالة على انبهار العالم بها؛ مما يدفعهم لمتابعة الجديد من الاكتشافات.

أ / عمرو عيسى

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *