قصة سيدنا لوط للأطفال والكبار من القرآن بشكل مفصل
لوط عليه السلام هو أحد الأنبياء والمرسلين الذين جاؤوا برسالة من الله تعالى لدعوة الناس إلى الحق وعبادة اله وترك الخرافات والبدع ورائهم، هذا المقال يعرفكم على قصة سيدنا لوط في القرآن وأهم أحداثها بشكل مفصل.
لوط هو ابن أخ سيدنا إبراهيم عليه السلام والسبب وراء تسميته بهذا الاسم هو أن إبراهيم كان قريبا جدا منه وكان يشعر تجاهه بالكثير من الحب أي أنه لاطه اقترب منه وكان قلبه متعلقا به كان هذا الأمر وراء تسمينه بلوط.
لشدة الحب بين العم وابن الأخ كان لوط من أوائل من استمع لدعوة عمه وهاجر معه مباشر إلى الشام واتبع أوامره وأوامر الله جل وعلا.
من هم قوم لوط ؟
قوم لوط هم أحد الشعوب التي كانت تقيم في المنطقة التي تقع جنوب البحر الميت على الحدود الفلسطينية وكانوا من الأقوام التي أشركت بالله تعالى وكانت تعمل العديد من المعاصي والمنكرات.
هؤلاء القوم بالإضافة للمعاصي التي يقومون بها كانوا يقومون بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد وهي أنهم يأتون الرجال دون النساء وهو من الأعمال التي أنكرها الله سبحانه وتعالى على الكثير من الناس.
تحدث الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء القوم أنهم في سكرة من أمرهم ولا يعلمون مدى بشاعة ما يقومون به.
قصة لوط عليه السلام مختصره
أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله لوط لهؤلاء القوم الذين استباحوا محارم الله كما أنهم اخترعوا منكرات لم يقم غيرها بفعلها من قبلهم.
جاء لوط إلى هؤلاء الوم ومكث فيهم وأصبح يدعوهم إلى عبادة الله تعالى والابتعاد عن الفاحشة العظيمة التي يقومون بها وهي اللواط حيث قال لهم: كيف تتركون المتعة والشهوة الطبيعية التي أحلها الله لكم وتقبلون على أدبار الرجال وهي أمر خبيث وشنيع للغاية.
كان رد فعلهم على الرسول أن أمروا بإخراج لوط من البلدة حيث أنهم كانوا لا يحب المتطهرين وبالتالي إن نصيحة لوط عليه السلام لهم تجعلهم يشعرون بالضيق ولا يمارسون الفاحشة كما يحلو لهم وهو الأمر الذي أزعجهم كثيرا.
أصبح قومه يستهزئون به ويسخرون من دعوته والوا له إن كنت صادق بما تقوله أين هذا العذاب.
عقاب قوم لوط
دعا لوط عليه السلام ربه أن يقوم بنصره على قومه استجاب الله لدعائه فقام بإرسال مجموعة من الملائكة إلى لوط عليه السلام ليقوموا بإخباره بأوامر الله تعالى.
قبل أن تذهب الملائكة إلى لوط مرت بسيدنا إبراهيم عليه السلام ليبشروا هو وزوجته سارة بسيدنا إسحاق سألهم عن سبب إرسالهم أخبروه بما فعله قوم لوط.
حاول سيدنا إبراهيم أن يؤخر العذاب عن قوم لوط لعلهم يرجعون عن ما يقوموا به من أفعال وفواحش ويتوبوا إلى الله تعالى.
حاول سيدنا إبراهيم أن يجادل الملائكة في هؤلاء القوم ويقول لهم إن فيهم لوطا فقالت له الملائكة نحن أعلم بمن فيها وسيلقى كل شخص مصيره المحتوم.
عندما دخلت الملائكة قرى سدوم وهي قرى قوم لوط وكانوا متمثلين بمجموعة من الفتيان الحسان وذهبوا إلى بيت قوم لوط ولكنه فكر كثيرا في أن يستضيفهم بمنزله حيث أن قومه نهوه عن استضافة الرجال بمنزله.
خاف سيدنا لوط على هؤلاء الشباب من جمالهم ومظهرهم حيث أنه عبر عن هذا اليوم بأنه يوم عصيب وصعب جدا حيث أن هؤلاء الشباب مصدر كبير لفتنة القوم الضالين، وبالفعل جاء القوم مسرعين لبيت سيدنا لوط ليروا هؤلاء الشباب يريدون بهم الفاحشة.
حاول سيدنا لوط أن يدفعهم ويذكرهم بتقوى الله تعالى قال لهم أن هؤلاء الشباب لا يصلحوا لهم بل تزوجوا من بناتي هن أطهر لكم من الذكور كما أنهم ضيوف عندي لا يجوز أن تتم إهانتهم.
نجاة المؤمنين وهلاك الطغاة
بعد ذلك الحدث قامت الملائكة لسيدنا لوط بأنهم رسل من الله تعالى فلا تخف منهم ولن يتمكنوا من الوصول لأهدافهم الدنيئة.
أمرت الملائكة لوطا عليه السلام أن يقوم بالخروج هو وأهله خلال الفترة الأخيرة من الليل حتى يبتعدوا تماما عن المنطقة التي يعيشون فيها باستثناء زوجته التي كانت عاصية لله عز وجل كما كان الحال مع زوجة نوح عليه السلام وقالوا له إن موعد عذابهم سيكون الصبح وهو قريب جدا.
أخبر الملائكة سيدنا لوط أن العذاب سيبدأ بمجرد شروق الشمس وبالفعل خرج لوط عليه السلام ومعه قوم من الناس الذين آمنوا به وكان البيت الوحيد المسلم بالقرية هو بيت لوط.
عندما أشرقت الشمس جاءت الصيحة التي أخذت هؤلاء القوم العاصين حيث أن الله عز وجل قلب قراهم أهوى بها وجعل أعلاها أسفلها ثم أنزل عليهم أمطار من حجارة كبيرة جدا كما أن الله تعالى اقتلع الديار الخاصة بهم وأهوى بها نحو السماء حتى سمع أهل الأرض نباح كلابهم.
بعد لحظات معدودة أصبح هؤلاء القوم خامدين لا وجود لهم وكان هذا عقاب الله تعالى لأعمالهم ومنكراتهم التي قاموا بها وليكونوا عبرة لغيرهم ولمن يرغب في أن يقوم بمثل أعمالهم الدنيئة والغير محترمة.
قصة سيدنا لوط عليه السلام من القران الكريم
ذكر الله لوط عليه السلام في كتابه الكريم سبع وعشرين مره، في العديد من السور مثل سورة الأعراف وهود والحجر والنمل وغيرهم، ولوط هو نبي من أنبياء الله هو ابن هارون وابن اخي سيدنا إبراهيم عليهما السلام.
عاش لوط عليه السلام مع قومه في قرية فلسطينية تُسمى (ادوم) تقع على شواطئ البحر الميت، كانت حياة لوط وسط قومه لا تشوبها شائبه الى أن شاعت الفاحشة بينهم، فأراد الله ان يتخذ لوطاً عليه السلام نبياً له وسط قومه لينذرهم وينصحهم من سوء ما يفعلون.
وبالفعل بدأ لوط في تنفيذ أمر ربه وانذار قومه فاهتدى له عدد قليل منهم، بينما تمادت الأغلبية في ارتكاب الفواحش والمعاصي وفعل المُنكرات التي نهاهم عنها نبي الله لوط، ليستحقوا بغيهم هذا سخط الله سبحانه وتعالى، فيقول تعالى في قرآنه الكريم:
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ).
وقد تمادى قوم لوط في أفعالهم تلك حتى بلغ بهم الأمر محاولة الاعتداء على ملائكة الله الذين نزلوا للوط عليه السلام في هيئة ضيوف.
ورغم كل هذا الأذى إلا أن لوطاً لم يتراجع ولم ييأس عن هداية قومه الى سبل الرشاد والحق، فكان يُخبرهم بأنه لا يريد منهم سوى المروءة وترك المعاصي، ولا يرغب في أية أجور فأجره الوحيد على الله سبحانه وتعالى
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) ).
إلا أن قوم لوط زادوا في عنادهم واستكبارهم واصرارهم على الكفر والفاحشة، فلجأ لوط الى ربه طالباً منه العون والقوة، لكن انتهى بهم الأمر بأن هددوا لوط ومن آمن معه بالطرد خارج القرية، يقول تعالى
(قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ).
لم يكن تهديد قومه له بطرده يشكل عائقاً أمام دعوته، فاستمر لوط عليه السلام على الرغم من انضمام زوجته هي الأخرى الى الفاحشة والضلال، بل كانت تتجسس على زوجها ومن معه وتنقل اخباره الى القوم الظالمين ليؤذوه.
وبعد كل هذا قرر لوط عليه السلام أخيراً وبعد ازدياد الضغوط والأذى عليه أن يهاجر الى الله سبحانه وتعالى هو ومن معه، طالباً من الله النجاة من الهلاك الذي سيلحق بقومه
قال تعالى ((رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ))
تعرف علي: معنى اسم لوط (Lut) وصفات من يحمله
يمكنكم متابعة موقع محتوى للتعرف على قصص الأنبياء وأهم الأحداث في عصرهم من خلال سلسلة متنوعة من المقالات المختلفة.