حكم تقبيل المصحف الكريم وأقوال العلماء في ذلك

حكم تقبيل المصحف الكريم وأقوال العلماء في ذلك

حكم تقبيل المصحف الكريم، من المسائل الهامة التي يجب على المسلمين معرفتها. خاصة أن الكثير منا يقوم بهذا الفعل إما بإستمرار أو لا إرادياً. لذلك الأفضل أن يعلم المسلم الأصح ويقوم بفعله حتى لا يكون سبباً في أن يُحمل الإنسان وزراً، هو في غنى عنه ودون درايته. لهذا حرص أهل العلم على الحديث باستضافة في هذه المسألة حيث وضح كل منهم رأيه بالاستناد الذي أعتمد عليه.

حكم تقبيل المصحف قبل وبعد القراءة

عند السؤال عن حكم تقبيل المصحف قبل وبعد القراءة، قال جمهور العلماء: أن هذه المسألة لم يأتي فيها أي من النصوص الدينية سواء كان في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة, كما أنه لم يرد عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين- أنهم قد فعلوا ذلك. إلا صحابي واحد فقط، وهو الصحابي عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه- حيث جاء عنه، أنه كان يقبل المصحف الشريف دائماً، قائلاً:

«هذا كلام ربي».

وبناء عليه جاء الخلاف بين جمهور العلماء، في مسألة تقبيل المصحف، فنجد فيها قولين:

  1. مباح، ولكنه ليس مشروعاً. لهذا الأفضل أن يتم تركه.
  2. لا يجوز. طالما لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. لذلك اعتبره البعض منهم من البدع.

حكم تقبيل المصحف

حكم تقبيل المصحف الكريم ووضعه على الجبين

على الرغم من وجود خلاف بين العلماء فيما يخص حكم تقبيل المصحف الكريم ووضعه على الجبين. بحيث أباح البعض فعل ذلك، بينما البعض الآخر حرمه وقال عنه من البدع. إلا أن حتى الذين أباحوا فعل ذلك، أكدوا على عدم مشروعيته وعدم وجود أي دليل في الفقه الإسلامي يبيح ذلك. لذلك قال هؤلاء أن التوقف عن هذا الفعل هو أفضل منعاً لأن يكون هذا الفعل غير شرعي. مما قد يجعل الإنسان يأثم دون أن يدرى.

فيما قال البعض أنه يستحب تقبيل المصحف ووضعه على الجبين في حالة سقط المصحف من يده أو من مكان مرتفع، كنوع من التبجيل والتعظيم لكتاب الله وكلماته، ولكن لا يستحب الإستمرار على هذا الفعل سواء عند مسه أو القراءة فيه أو نقله من مكان لآخر، لأن الهدف الأول من إمساك المصحف، وهو القراءة فيه والعمل بما ورد فيه والخشوع لكلمات المولى -عز وجل-, كما جاء في قوله تعالى:

(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ). [ص: 29].

حكم تقبيل المصحف

حكم تقبيل المصحف عند المالكية

جاء حكم تقبيل المصحف عند المالكية، بالكراهة، حيث قال الإمام مالك -رحمه الله- وأصحابه. أنه لم يرد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، أمر يحث عن تقبيل المصحف أو وضعه على الجبين, كما أنه إن كان هذا الفعل أفضل. لفعله رسول الله -صلوات الله عليه وتسليمه-، وأمر صحابته -رضى الله عنهم أجمعين- بفعله. لهذا قال المالكية: أنه يكره تقبيل المصحف حتى إن كان فعل ذلك الغرض منه التعظيم والتبجيل لكتاب الله العظيم.

أقوال العلماء في تقبيل المصحف

كما وضحنا في الفقرات السابقة، أن العلماء قد اختلفوا في الحكم الخاص بتقبيل المصحف الكريم حيث كره البعض هذا الفعل ومنعه، ومن بينهم الإمام مالك -رحمه الله- وأصحابه. فيما اختلفت بعض من أقوال العلماء في حكم تقبيل المصحف، مع رأي الإمام مالك. بمعنى أنهم أباحوا هذا الأمر إلا أنهم لم يُجذموا بِمشروعيته, كما وضحنا مسبقاً.

  • رأي الحنابلة: أباح جمهور الحنابلة تقبيل المصحف الشريف، مستندين في ذلك على ما كان يفعله الصحابي عكرمة ابن أبي جهل -رضي الله عنه- بتقبيل المصحف، وقوله: «هذا كتاب ربي».

♦ فيما اختلف مع هذا الرأي كلِِ من الإمام أحمد -رحمه الله-، الذي قال عند سئل في هذه المسألة: أنه لم يسمع فيها شيئاً. لهذا قال -رحمه الله- أن التوقف عن تقبيل المصحف هو الأصوب والأفضل. إلا أنه لم يكره هذا الفعل. كما قال بهذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

  • رأي الشيخ ابن باز -رحمه الله-: قال ابن باز أن تقبيل المصحف ليس فيه شيء، وهو فعل جائز! بناء على ما ورد عن عكرمة بن أبي جهل. إلا أن تركه أفضل، لأنه لم يوجد دليل في الشريعة الإسلامية يبيح هذا الفعل.

هذا ويمكنكم التعرف على أقوال العلماء في حكم تقبيل المصحف بالتفصيل، من “هنا”.

إجمالاً لما ورد في هذا المقالة؛ أن تقبيل المصحف لم يأتي في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم نعهده من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. عدا صحابي واحد هو عكرمة بن أبي جهل، والذي كان يقبل المصحف. مما جعل البعض من العلماء بسبب فعله هذا يبيحون تقبيل المصحف الكريم. بينما كان الرأي الراجح بينهما هو ترك تقبيل المصحف، لأنه قد يكون من البدع، وعليه يكون محرماً شرعاً.

إغلاق