من هو أول من ترجم القرآن إلى الإنجليزية
أول من ترجم القرآن إلى الإنجليزية، هو سؤال يتبادر إلى ذهننا فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل عربي القلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ترجم القرآن منذ القدم إلى الفارسية واللاتينية ثم منها إلى الإنجليزية، كما تم ترجمته مباشرةً من العربية إلى اللغات الغربية منها الإنجليزية ليكون متوفر الآن لكل الناطقين بهذه اللغة بشكل سهل ومبسط.
أول من ترجم القرآن إلى الإنجليزية
يُعد تاريخياً أول من قام بترجمة كتاب القرآن إلى اللغة الإنجليزية “جورج سيل” وذلك وفق ما تم ذكره في كتاب دليل الأوائل للأستاذ إبراهيم مرزوق، ويُعد سيل مستشرق إنجليزي أتقن العربية والعبرية إلى جانب الإنجليزية، وقام بترجمة القرآن سنة 1734.
ولد جورج في مدينة لندن عاصمة المملكة البريطانية سنة 1697 وتوفي سنة 1736، وقد اشتهرت ترجمته بكونها واضحة ومتقنة وراج استخدامها في القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من كون ديانته الرئيسية هي المسيحية إلا أنه عُرف بكونه كان منصفاً للدين الإسلامي.
قضى جورج سيل قرابة 25 سنة في الجزيرة العربية أين تعلم اللغة العربية والعديد من العادات الخاصة بالعرب وفق ما ذكره الفيلسوف الفرنسي فولتير في كتابه معجم الفلسفة، ويعود الفضل لترجمة سيل للقُرآن للمستشرق الإيطالي لويجي مرتشي الذي قام بترجمة القرآن من العربية إلى اللاتينية.
وقد ذكر عن سيل أنه قال “إن ترجمة مرتشي هي على وجه العموم دقيقة، لكنها تلتزم بالأصل العربي على نحو حرفي يجعل من غير السهل فهمها على أولئك الذين ليسوا متَضلعين في العلوم الإسلامية”، كما تم ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية انطلاقاً من ترجمة جورج سيل الإنجليزية سنة 1746.
ويحتفظ الكونغرس الأمريكي بنسخة من كتاب الترجمة لجُورج سيل للقرآن المكون من مجلدين ويطلق عليه اسم الكوران محمد في قسم الكتب النادرة والمجموعات الخاصة في مكتبة الكونغرس.
وقام بعده المستشرق الانجليزي المسلم محمد مارمادوك بعد جورج سيل بترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية خلال حياته التي دامت 61 سنة بين سنة 1875 و 1936.
صاحب أشهر ترجمة للقرآن إلى الإنجليزية
يُعد السير عبد الله يوسف علي هو صاحب أشهر نسخة مترجمة عن القرآن الكريم من العربية إلى الإنجليزية، وهو بريطاني من أصول باكستانية ودينه الإسلام، ولد في بومباي الهندية سنة 1872 لعائلة ثرية مسلمة في ظل الاستعمار البريطاني.
تم تنشئة السير عبد الله على الإسلام، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وأتقن اللغة العربية والإنجليزيَّة، كما درس الأدب الإنجليزي في عدة جامعات عريقة منها ليدز، وركز على دراسة القرآن الكريم وتفسيرات الصحابة للمصحف.
ومن أشهر أعماله كتاب The Holy Qur’an: Text, Translation and Commentary تم إصداره سنة 1934، ونشر العديد من المرات، وتُعتبر هذه النسخة الإنجليزية الأكثر شهرة واستخدام بين الدول والأشخاص الناطقين باللغة الانجليزية.
حيث أخذ السير عبد الله على عاتقه ترجمة القرآن بشكل متناسق ومتكامل مع تفسير معانيه تفسيراً مبسطاً، على عكس كل من جورج سيل ومحمد مارمادوك اللذان اكتفيا بترجمة معاني ألفاظ القرآن مفردة رغم أهميتها، لذلك يعتبره العديد من الأشخاص أنه صاحب أول وأشهر ترجمة للقرآن إلى الإنجليزية.
وقد تم ذكر فرق الترجمة بين كتاب السير وسيل مارمادوك من خلال مقدمة كتبها عبد الله علي في مقدمة الطبعة الأولى والتي كانت كالتالي:
“عزيزي القارئ اللطيف والمميَّز! ما أودُّ أن أعرضه عليك هو تفسيرٌ باللغة الإنجليزية للقرآن الكريم، جنبًا إلى جنب مع النصِّ العربي، هذا الكتاب لن يكون مجرَّد ترجمة واستبدال لكلمةٍ بكلمةٍ أخرى فقط؛ بل سيكون أفضل تعبيرٍ كاملٍ قد أستطيع إعطاءك إيَّاه ممَّا استطعت فهمه من النصِّ العربي، وينبغي لهذا الكتاب أن يعكس الإيقاع الموسيقي ونبرته تعالى من النسخة الأصليَّة العربيَّة إلى النسخة الإنجليزية، وقد يكون الانعكاس خافتًا، لكنه سيكون أقصى ما استطاع قلمي تقديمه من جمالٍ وقوَّة، وأريد أن تكون الإنجليزية نفسها لغةً إسلاميَّة، قد يستحيل عليَّ فعل هذا، ولكن ما أستطيع تقديمه لك الآن هو كافَّة ما قد يُساعدك على استيعاب القرآن الكريم”.
قضى عبد الله علي 40 سنة من عمره في هذه الترجمة ليكون جزء من التاريخ الإسلامي بهذا العمل، وينصح الشيخ أحمد ديدات رحمه الله الجميع باستخدام ترجمته للقرآن الكريم.
وقد عبر كبار علماء اللغة الإنجليزية أن مفردات الترجمة والأساليب اللغوية الموجودة فيها تضاهي بل وتتجاوز عظمك كتابات شكسبير الشهيرة، وهي صالحة لتكون مرجع لغوي هام لتعلم اللغة على أساس صحيح، كما حفزت ترجمته المستشرقين الغربيين لتعلم اللغة العربية والتعرف إلى الإسلام، وبالتالي الدعوة إلى معرفة الله ودينه الحنيف.
خلال حياته ساعد عبد الله علي على افتتاح مسجد في ألبرتا كندا في ديسمبر 1938 وهو ثالث مسجد يُبنى في أمريكا الشمالية، وتوفي في لندن أين دفن بعد أن شغل منصب مدير الكلية الإسلامية في لاهور الهند.
معنى ترجمة القرآن الكريم
الترجمة في اللغة تعني التوضيح والتبيين، وتكون بمثابة تبليغ الكلام للذي لم يصله، كما تعني تفسير الكلام من لغة إلى لغة أخرى، أو نقله من لغة إلى غير اللغة المخاطب بها.
أما ترجمة الاصطلاح فهي تعني تفسير معنى كلام في لغة بكلام في لغة أخرى مع حفظ معاني ومقاصد الكلام، وترجمة القرآن الكريم تحتمل معنى تفسيره وتوضيحه باللغة العربية، وتفسيره بغير اللغة العربية من خلال نقل كلامه إلى لغة أخرى، بالتالي فإن ترجمة القرآن الكريم تعني التعبير عن معاني ألفاظه العربية بألفاظ لغة غير العربية مع ضرورة تبليغ معانيه ومقاصده.
اقرأ أيضاً: طريقة علاج الاكتئاب بالقرآن الكريم
أنواع ترجمة القرآن الكريم
يُمكن تقسيم أنواع ترجمة القرآن الكريم إلى ثلاثة تكون كالتالي:
ترجمة حرفية:
- نعني بها ترجمة كل مفردة في القرآن بما يقابله من المفردات في اللغة التي يتم الترجمة إليها، حرفا بحرف لذلك تكون حرفية، مع مراعاة محاكاة الأصل والتنظيم، والمحافظة على معانيه دون بيان أو شرح.
- تعد هذه الترجمة صعبة التطبيق وغير ممكنة لأنها نظرية بحتة، كما أفتى العلماء بعدم جوازها لأنها غير ممكنة بتاتاً.
ترجمة لفظية:
- نعني بها ترجمة معنى اللفظ الأصلي واستبداله بما يعنيه من اللغة الأخرى، مع عمل تغيير في النظم والترتيب حسب ما يقتضي وضع اللغة المترجم إليها وقواعدها، وتكون هذه الترجمة محل خلاف بين العلماء.
ترجمة تفسيرية وتنقسم إلى قسمين:
- ترجمة يقوم بها المترجم مباشرة من القرآن، حيث يفهم المعنى، ثم يترجمها إلى اللغة الأخرى باستخدام ألفاظ أو جمل من هذه اللغة تشرح المعني، دون الاضطرار للوقوف عند كل لفظ واستبداله ببديله، ويجب أن يكون المترجم عالم بالتفسير وقادر على الترجمة في نفس الوقت.
- ترجمة تفسيرية يتم فيها تفسير القرآن الكريم باللغة العربية في الأول، ثم ترجمة هذا التفسير إلى اللغة الأخرى في مرحلة الثانية، وفي هذه الترجمة يكفي أن يكون المترجم مضطلع بالترجمة حتى يترجم تفسير العالم.
- لا تكون الترجمة التفسيرية الترجمة الأصلية للقرآن بل ترجمة معانيه وتفسيره، بالتالي فهي ترجمة لتفسيره وليست للقرآن الكريم.
اقرأ أيضاً: ما هي أطول كلمة في القرآن الكريم ؟
المراحل التي مرت بها ترجمة القرآن
مرت الترجمات الأوربية للقرآن الكريم مرت بأربع مراحل متداخلة، تكون كالتالي:
المرحلة الأولى: | وهي من اللغة العربية إلى اللاتينية، وامتدت منذ القرن الحادي عشر ميلادي إلى القرن الثاني عشر
بدأ مع فريق ترجمة متكون من بطرس ، روبرت أوف وهرمان وبعض العرب |
المرحلة الثانية: | الترجمة من اللغة اللاتينية إلى اللغات الأوروبية |
المرحلة الثالثة: | الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية عبر المستشرقين |
المرحلة الرابعة: | ترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية من خلال العرب
وتتسم هذه الترجمات بالعلمية والموضوعية وقد بلغت 45 ترجمة كاملة |
اقرأ أيضاً: ما هي أقصر آية في القرآن الكريم
يُعد أول من ترجم القرآن إلى الإنجليزية عبد الله يوسف علي على الرغم من وجود سيل ومَارمادوك من من سبقه لترجمة القرآن من العربية إلى الإنجليزية، وذلك لأن ترجمته كانت أكثر سهولة وتبسيط حتى أن الطفل الصغير يفهمها بشكل جيد.
قدمنا لكم أهم المعلومات عن أول من ترجم القرآن إلى الإنجليزية، نتمنى أن نكون قد افدناكم راسلونا من خلال التعليقات أسفل المقالة وسوف يتم الرد عليها في أقرب وقت.