الذي كفل الرسول بعد وفاة والدته هو وأهم المعلومات عنه

أ / عمرو عيسى

من كفل النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاة والدته كان يحنو عليه أكثر من أولاده، وذلك لما كان بينه وبين قلبه من رباط قوي من عند الله تعالى، فرعاه حتى لقي حتفه بكل ما يملك من قوة وحرص على ألا يصبه أي مكروه، كما أنه قد رأى فيه خيرًا واستبشر به، وفيما يلي نتناول نبذة عن حياته.

يُتم أشرف المرسلين

الذي كفل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والدته هو وأهم المعلومات عنه

قد وُلد نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ يتيم الأب، وما إن كان عمره الست سنوات توفيت السيدة آمنة والدته، وهنا قد كانت كفالته إلى جده عبد المطلب بن هاشم ، وهو ما كان أشرف وسيد الخلق، وسُمي بالفضل لسماحته وشدة فضله.

لا يفوتك أيضًا:  ماذا كان يقرأ الرسول في قيام الليل

جد النبي

الاسم عبد المطلب بن هاشم
اللقب الفيّاض، شيبة الحمد، سيد البطحاء
الأبناء 10 أولاد، 6 بنات
الإقامة مكة.
الديانة الحنفية.
المهنة تاجر

عبد المطلب بن هاشم بن مناف كبير قريش وواحد من كبار مكة، قد وُلد في يثرب وانتقل إلى مكة وهو في سن السابعة من عمره ومكث فيها، ومن أهم الأحداث التي وقعت في عصره هي هجوم أبرهة الحبشي على الكعبة لكي يهدمها.

سلسلة أجداد عبد المطلب بن هاشم تنتهي إلى نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ، كانت أمه سلمى بن عمرة من بني النجار، وقد تزوج بها أباه حينما سافر إلى يثرب وتُوفي وهو في فلسطين بينما كان عبد المطلب لا يزال في بطن والدته.

حينما ذهب عبد المطلب بن هاشم إلى مكة قد تمت تسميته بعبد المطلب، وذلك لأن سبب شهرته به هو أنه بعدما توفي أباه كان هناك مطلب كبير من الناس في مكة بأن يتم إحضار ابنه من يثرب إلى مكة، ولما حضر قد أطلق عليه الناس ذلك الاسم.

شخصية عبد المطلب

الذي كفل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والدته هو وأهم المعلومات عنه

مما ذكر عن عبد المطلب في السيرة النبوية أنه كان يؤمن بوحدانية الله سبحانه وتعالى، كما كان كريمًا ويطعم الناس بأيام المجاعة التي حدثت في مكة، ويبعد نفسه عن عبادة الأصنام التي لا تنفع أو تضر، فقد كان يوحد بالله تعالى.

كما أنه من صفاته الفريدة أنه كان يوفي بالنذر، ويسنّ الكثير من السنن التي أقرّها الإسلام فيما بعد، وكان أبوه زعيم مكة وشيخها فلمّا توفى قد انتقلت الرئاسة والزعامة إلى عبد المطلب.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء الرسول في ليلة الاسراء والمعراج

تفضيل عبد المطلب لنبي الله

قد كانت مكانة النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ لدى جده كبيرة وعالية المنزلة، ومن أكبر الدلائل التي نقلت في السيرة النبوية الشريفة عن ذلك هو أنه قد كان لعبد المطلب فراش في الكعبة، وينوّه ألا يجلس أي أحد بالقرب من ذلك الفراش إجلالًا له.

بينما جاء رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في يوم لكي يجلس على الفراش فأخذه أعمامه بعيدًا عنه، إلا أن عبد المطلب ما أن رأى ذلك أمرهم أن يدعوا ابنه يجلس بالمكان الذي يرغب، وكان يعلم أن شأنه سيكون عظيم ويمسح على ظهره بيده وهو جالس معه على الفراش ويفرح لما يراه يصنع.

حب عبد المطلب للنبي

قد كان جد النبي عبد المطلب بن هاشم يحب محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بشكل كبير، وكان يحنّ عليه أكثر ما يعطف على أبنائه أثناء كفالته ويوم بعد يوم كان حبه له يزداد قوة ورباطًا، إلى أن كان لا يفارق جده أبدًا.

خوف شديد على النبي

الذي كفل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والدته هو وأهم المعلومات عنه

من ضمن المواقف التي تبين مدى رعاية عبد المطلب لنبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ أثناء كفالته له أنه ذات يوم قد أسند إليه أن يذهب ليتبع إبلًا قد ضلّت، وهنا أصبح القلق يجعل عبد المطلب حزين وغاضب بشدة خوفًا على محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يكون قد ضلّ أو أصابه مكروه.

عندما عاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى المنزل بالإبل قد أقسم عبد المطلب أنه لن يكلف إلى أي مهمة مرة أخرى، ولن يجعله يفارقه أبدًا، ومن ثم تقول بعض الروايات أنه قد كان لا يذهب في أي مجلس أو يخرج من المنزل سوى معه، ولا ينام سوى ومحمد بجانبه.

لا يفوتك أيضًا:  كيف نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم

دور جد النبي في صد أبرهة الحبشي

من ضمن ا لمواقف الجليلة عن عبد المطلب جد النبي ومن كفله بعد وفاة والدته هو موقفه تجاه أبرهة الحبشي، الذي قد سيطر على إبل عبد المطلب من قبل جيشه، ومن ثم ذهب إليه أبرهة لكي يطلب منه تحرير تلك الإبل.

فترك له الإبل وأخذها عائدًا إلى مكة، ولامه أهل مكة أنه كيف يشفع للإبل مقابل هدم أبرهة للكعبة، ولكن الأمر قد كان بالنسبة له من شدة إيمانه في الله تعالى ووحدانيته، فأجابهم أن للبيت رب يحميه أما هو فرب الإبل وعليه حمايتها.

حفر زمزم

نًقل عن بعض الفقهاء أن هناك قبيلة كانت تحكم مكة المكرمة وبسببهم ظلم كثير من الناس ولهذا قد قامت عليهم ثورة، وكان عمر بن حارث آخر حاكم من قبيلة جرهم قد ترك الأموال والهدايا النفسية والمجوهرات في بئر زمزم ناقلًا إياها من الكعبة، وأهال عليها التراب.

أصبحت تلك الكنائز مخبأة في البئر لسنوات طويلة إلى أن جاء عبد المطلب وعزم على أن يتم حفر بئر زمزم، واجتهد طويلًا لكي يجد مكانه وبالنهاية قد وصل إلى مبتغاه ووجد البئر وأمر بالحفر، وقام بإرجاع كل تلك الأموال والمجوهرات إلى الكعبة وعاد ماء البئر إليه مرة أخرى.

ديانة جد النبي

قد كان عبد المطلب جد النبي وكفيله يوحد بالله تعالى، ويتبع دين الحنيفية الإبراهيمية، فلم يكن عابدًا للأصنام أو يفعل ما يفعل المشركين وكفار قريش، كما أنه لم يكن يلعب القمار، ويقول أنا على دين إبراهيم.

أسماء بنات وأولاد عبد المطلب

قد تزوج عبد المطلب من ست سيدات وأنجب منهنّ أولاد وبنات، ومن أسماء زوجاته:

  • لُبنى بنت هاجَر بن عبد مناف الخزاعية .
  • مُمَنَّعة بنت عمرو بن مالك الخزاعية.
  • صفية بنت جندب بن حجير من بني عامر بن صعصعة .
  • هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشية.
  • فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشية .
  • نتيلة بنت جناب بن كليب من بني النمر بن قاسط .

بينما كان لديه عشرة من الصبيان وستة فتيات، وتتمثل أسمائهم فيما يلي:

الأبناء البنات
الحارث بن عبد المطلب أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب
ضرار بن عبد المطلب أميمة بنت عبد المطلب
عبد الله بن عبد المطلب عاتكة بنت عبد المطلب
أبو طالب بن عبد المطلب (الشهير بعبد مناف)
حجل بن عبد المطلب (عُرف أيضًا بالغيداق) صفية بنت عبد المطلب
العباس بن عبد المطلب
حمزة بن عبد المطلب برة بنت عبد المطلب
المقوم بن عبد المطلب
عبد العزى بن عبد المطلب (اطلق عليه ابا لهب) أروى بنت عبد المطلب
الزبير بن عبد المطلب

لا يفوتك أيضًا:  افضل 10 ادعية زيارة قبر الرسول مكتوبة

وفاة عبد المطلب ونقل كفالة النبي

قد ظل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ تحت رعاية جده عبد المطلب الحنونة وكان يكرمه بشكل كبير ، إلى أنه ما إن شعر بأنه سوف يلقى حتفه قد أوصى بأن يتم نقل كفالة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى عمه أبي طالب، وتوفى عن عمر يناهز 80 سنة قيل 108 سنة بعام 579 م والنبي في سن الثامنة.

قد كانت كفالة عبد المطلب لحفيده مليئة بالحنان والعطف والخوف على الطفل، كما كان أحنّ عليه من أبنائه ويفضله دونًا عن الناس، وذلك ما كان ناتج عن استبشاره بأنه سيكون ذو شأن، وصفاته الحنونة والعاطفة.