كفارة إفطار رمضان عمدًا في القرآن الكريم
كفارة إفطار رمضان بمثابة التكفير عن ذلك الذنب الكبير الذي ارتكبه مفطر رمضان، ونظرًا لأهمية الأمر ومدى خطورته على فاعله سوف يسعنا التطرق فيما يلي لعرض تلك الكفارة لمعرفة كيفية كسب رضا الله مرة أخرى.
كفارة إفطار رمضان عمدًا
الإفطار في رمضان عن عمد من الأمور التي لفتت نظر الأئمة والتي جعلتهم يتحدثون عنها بكل وضوح وشفافية، فهو الشهر المُبارك الذي قدمه الله لعبادة كهدية يستطيعون من خلالها تجديد توبتهم وتبديل الذنوب بالحسنات، لذا فإن الإفطار يُعد كبيرة من الكبائر التي يُمكن أن يرتكبها المُسلم.
في ذلك أجاب علماء الفقه إن الإفطار في رمضان عن عمد من الكبائر والتي توجب على المُسلم أن يستغفر ويتوب إلى الله، بل ويتوجب عليه القضاء، وذكر الأئمة في ذلك حالة هامة وهي في حال كان المفطر يجامع، هنا يتطلب منه الأمر أداء كفارة الإفطار العظمى والتي تكون بصيام شهرين متتابعين، والبديل عنها يكون بإفطار 60 مسكين.
كما أن هؤلاء الفقهاء تحدثوا عن الكفارة التي تتوجب على من فطر رمضان عن عمد ولكنه لم يجامع، وهنا قدم المالكية والأحناف الكفارة التي لا بُد من قضائها وهي الكفارة العظمى بصوم شهرين متتاليين، لأنه كما أوضحنا من قبل الإفطار عن عمد كبيرة تحتاج إلى كفارة عظمى.
من بين الحالات تلك الأكثر دقة وتفسيرًا لهذه الحالة، قدم أحد المسلمين استفسار لمُفتي قائلًا إنه قد تعمد في رمضان ماضي، وكان الإفطار بدون عُذر وكان يشتمل إفطاره على المأكل والمشرب فقط، ويسأل عما إذا كان هُناك كفارة عن ذلك الفعل أم لا.
أجابه المُفتي قائلًا إن عليه أولًا التوبة عن هذا الفعل المتبوعة بالندم، كما عليه قضاء تلك الأيام التي فطرها، أو يقوم بإطعام مسكين عن كل يوم فطره، والإفطار يكون بنصف صاع من التمر أو الشعير أو ما غير ذلك من القوت.
كما أكد على أن هذا التصرف من الأمور المُنكرة التي تستدعي الكفارة والتوبة والندم، وفيما ذكره عن حالة إذا كان إفطاره يشتمل على الجماع فعليه عتق رقبة مؤمنة، وإذا لم تُستح الفرصة له ذلك فقد أكد على الجواب السابق وهو صيام شهرين متتابعين.
لا يفوتك أيضًا: 30+ دعاء من ادعية العشر الاواخر من رمضان مكتوبة
أفعال مخالفة في رمضان تُبطل الصيام
في سياق معرفة كفارة إفطار رمضان عمدًا قد لا يفطر المُسلم في نهار رمضان وهذا ما يجعله ليس بحاجة إلى تنفيذ الكفارة، لكن الأمر لا يقتصر على إفطار نهار رمضان فحسب، وإنما قد يصدر عنه بعض الأفعال التي تجعله بحاجة إلى أداء تلك الكفارة، ومن خلال ما يلي سوف نوضح ذلك.
تحدث علماء الفقه عن الجماع ومدى تأثيره على انتهاك الصوم، وضرورة قضاء الكفارة به، وذلك في حال إذا حدث قذف أو لم يحدث، أو في حال كان المرء زاني أو يفعل ذلك مع حليلته، وذلك يتم بمجرد تحقيق معايير الجنس والتي يتم بها الإيلاج في مهبل المرأة.
لكن في ذلك الأمر اختلف علماء الشافعية والحنابلة، فقد قالوا إن الكفارة تجوز على من يعلم أن الجماع مع الزوجة به حرمة في نهار رمضان، ومن لم يكن على علم بذلك فغير مشروط عليه أداء الكفارة.
كما أن هناك بعض الأفعال الأخرى التي تحدثوا عنها وذكروا أنها تُفطر في رمضان وتحتاج إلى القضاء بعد انتهاء الشهر، وهي:
- التقيؤ، وذلك في حال كان مُتعمد، أما الذي يحدث بدون إرادة الإنسان لا يُفطر.
- الأكل والشرب.
- الاستمناء.
- الحيض ونزيف ما يلي الولادة.
- الحجامة.
- التغذية من خلال الوريد، ونقل الدم.
أشكال الكفارة الثلاثة لمخالفات الصيام
يوجد ثلاثة أشكال من الكفارة التي يستوجب على المُسلم قضائها في حال إفطار رمضان، ومنهم نوع الكفارة العظمى الواجبة في الإفطار عن عمد، ومن خلال ما يلي سوف نوضح تلك الأنواع:
1- كفارة تحرير رقبة مُسلم
حيث إنها لم تنتهي حتى الآن، فالعبودية وشراء المُسلمين لم ينتهوا كما يظن البعض، وإنما ما زالت موجودة، ويوجد من البشر من يحتاجون إلى العتق.
لا يفوتك أيضًا: اجمل 20 دعاء ليالي العشر الأواخر من رمضان مكتوبة
2- صيام شهرين قمريين متتابعين
في حال لم يستطيع المرء التكفير عن عمله بالمال وإطعام المساكين فعليه صوم شهرين متتابعين، ويُمكن أيضًا اللجوء إلى ذلك النوع في حال عدم القدرة على العثور على رقبة شخص تحتاج إلى العتق.
يجب في تلك الحالة عدم تفويت يومًا واحدًا من تلك الأيام المتتابعة، أما في حال المرأة الحائض فالأيام المتتابعة قد تنقض الحيض، ويُصرف النظر عن أيام الحيض التي سوف تمر عليها وقت الكفارة.
أما في حال المرأة التي يجبرها زوجها على الجماع وأنها لم تفعل الجماع بمحض إرادتها، فهي غير مجبرة على الكفارة، ولكن إذا جامعت عن رضا وبعد ذلك نزل حيضها فعليها أداء الكفارة، لأن الفعل كان في وقت الصيام، والكفارة لا علاقة لها بأيام العيد لأن صوم العيد من الأمور المُحرمة.
3- إطعام 60 فقير
في حال لا تستطيع التكفير عن الإفطار عمدًا، أو في الحالات التي تُفطر في نهار رمضان من خلال الصوم شهرين متتالين، أو عتق الرقبة، فيمكن استبدال ذلك بإطعام 60 مسكين ويكون ذلك عن كل يوم تم الإفطار به عن قصد.
يُمكن أن يتحقق ذلك من خلال إعداد وجبات طعام مُختلفة تصل على 60 وجبة ويتم تفريقها على الفقراء عن كل يوم من أيام رمضان التي تم الفطور بها، ويُمكن استبدال ذلك بدفع ثمن الوجبات إلى جمعية خيرية من أنشطتها قبول الكفارة، وهي من تقوم بإطعام 60 فرد عنك ويُحتسب لك التكفير.
أو يُمكن أن تُقدم للفقير 60 صاع طعام، وكل صاع منها تساوي ما يعادل 4 حفنات زوجية من الحبوب، ويجب أن يكون هذا الصاع من المواد التي لا تتلف عند وضعها خارج الثلاجة، مثل: القمح، الفواكه المجففة، الأرز، وتمر، وما غير ذلك من المواد المشابهة لذلك.
لا يفوتك أيضًا: دعاء رمضان مكتوب ادعية رمضان في العشر الاواخر pdf
الفرق بين الكفارة والفدية
يوجد اختلاف بين الكفارة الواجب أداؤها عند الوقوع في خطأ الإفطار في رمضان المتعمد، والفدية التي يتم دفعها من بعض الأشخاص كنوع من أنواع التكفير، ومن خلال ما يلي سوف نوضح الفرق بينهم:
الكفارة | العقوبة التي يتم أداؤها عن المخالفة. |
الفدية | الأموال التي يتم دفعها في حال وجود عذر شرعي. |
الكفارة التي يتم دفعها في رمضان عن عمد مُتعددة الأشكال والأنواع، وهذا من يُسر شريعتنا الإسلامية، والتي سهلت علينا التوبة عن فعل المعاصي وارتكاب الذنوب باختيار الأسهل والأصلح لكل مُسلم على حدا.