متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا؟

ماريهان أحمد

متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا؟ وما هو فضل الإنكار في الدين الإسلامي؟ حيث أمرنا الله ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الدوام، وذلك من أجل تقدم المجتمعات الإسلامية، والتخلص من الأخلاق السيئة التي تنتشر بها، فكل من يعلم أمرًا مفيدًا عليه أن يعلمه لغيره خاصًة فيما يتعلق باتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، لذا سنوضح كل ما يتعلق بالإنكار بشيء من التفصيل في النقاط التالية.

متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا ؟

متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا؟

إن الإنكار باليد من الأمور المحرمة التي يحاسب عليها المسلم إذا كان لشخص ليس من أولياء الأمور، أو حتى من ينوب عن ولي الأمر، كما أن الإنكار باللسان يكون حرام على شخص ليس بعالم أي جاهل، وذلك لأن عبادة المسلم لله تعالى لا تكون في الصلاة والصوم فقط بل إنها أيضًا في التحلي بالأخلاق الكريمة التي تليق بالمسلم.

فضل الإنكار في الدين الإسلامي

لا خلاف على إننا كلنا مذنبون في الحياة الدنيا، ولكن الدين الإسلامي حثنا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أي كلما شاهد المسلم أخاه يذنب، يعمل على نصيحته، ويذكره بالمولى عز وجل، وعقابه حتى يتوقف عن هذا الذنب، ويمكن أن يدفعه عن ذلك باليد أو باللسان.

لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يقوموا بهذه العبادة من أجل أن تستقيم الدنيا، كما أنه وعد من يفعلونها على الدوام بالثواب العظيم، ويكفي إن الله تعالى بجلالته قد مدحهم في القرآن الكريم، والدليل على ذلك قول الله تعالى:

( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) (سورة آل عمران: 110).

كذلك في قوله تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) ، كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد حث المسلمين على عبادة الإنكار، والدليل على ذلك قوله –عليه السلام-: ( مَن رأى منكم مُنكرًا فليغيِّرْهُ بيدِهِ فإن لم يستطعْ فبلسانِهِ فإن لم يستطعْ فبقلبِهِ ).

لا يفوتك أيضًا:  ظلم منكري القرآن انفسهم بدعواهم ان القران

شروط الإنكار

متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا؟

في ظل التعرف على إجابة سؤال متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا، يجب أن نكون على دراية بأن الإنكار لا يتم بالطريقة التي حثنا الله ورسوله عليها إلا بعد توافر شروط معينة به، ومنها ما يلي:

الشرط الدليل
أن يكون صاحب فقه وبصيرة فيما ينهي عنه أو يأمر به قوله تعالى: ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
التأكد من أنه يوجد منكر بالإضافة إلى التعرف على مكانه دون التجسس على الناس مع الظن بالناس خيرًا قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا )
ألا يتم نهي الناس عن المنكر بوسائل أكثر بغضًا عند الله ورسوله، بل يتم تركهم للمولى عز وجل قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
يجب أن يقوم المؤمن بالإنكار بكل رفق ورحمة، العنف لا يجدي نفعًا في مثل هذا الأمر قوله تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )

لا يفوتك أيضًا:  ما هو الاسم الذي انكره كفار قريش

درجات النهي عن المنكر

لا يقتصر الإنكار على درجة واحدة فقط حيث قام ابن القيم بتصنيفه إلى 4 درجات، وذلك ما علمناه خلال البحث عن إجابة سؤال متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا؟ لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • أن يتم التخلص من المنكر نهائيًا، وذلك مثل أن تقوم بنصيحة شخص بالمواظبة على الصلاة، فيقوم بذلك ويلتزم، ويبدأ بعد ذلك في تأدية النوافل.
  • لا يتم التخلص في هذه الدرجة من الإنكار بأكمله بل يتم الإقلاع عن ارتكاب جزء منه.
  • أن تنجح في نصيحة أحد بالتخلص من منكر معين، فيقوم بفعل معصية أخرى تعادل هذا المنكر، مثل إقناع أحد بالإقلاع عن سماع الأغاني، فيسمع الأغاني العربية القديمة بدلاً من الحديثة.
  • أن يقوم الشخص بترك منكر معين، ويقوم بفعل منكر أشد منه بغضًا عند المولى عز وجل، وذلك ما يحدث تمامًا حينما تأمر أحد بأن يرتدي ملابس مزينة لا مثيل لها عند تأدية الصلاة في المسجد، فيقوم بالتخلي عند الصلاة به.

أنواع المنكرات

لقد قام الفقهاء وأهل العلم بتصنيف المنكرات إلى 3 أنواع، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في الجدول الآتي:

نوع المنكر مثال
التقصير في حق الله تعالى ترك أو التغافل عن الصيام والحج والصلاة والكفارات
التقصير في حق الناس أخذ جزء من الإرث بغير وجه حق أو أخذ أموال الناس دون حق
التقصير في حق كلاً من الله والناس القصاص، والسرقة، وحد القذف

لا يفوتك أيضًا:  ما هو الانكار في علم النفس

طرائق الإنكار

في إطار العلم بإجابة سؤال متى يكون الإنكار باليد أو باللسان محرمًا، ينبغي أن نعلم أن هناك الكثير من الطرائق التي يمكن اتباعها عند نهي الناس عن المنكر حتى تستجيب سريعًا، ومنها ما يلي:

  • يجب أن يتبع الفقيه طريقة النصيحة في البداية مع مراعاة اختيار الوقت المناسب الذي يحدثه فيه منفردًا، وذلك لأن الله تعالى أمرنا بستر العباد وليس فضحهم.
  • ألا يصارح من يقوم بالإنكار الشخص الذي يوجه إليه النصيحة بأخطائه بشكل مباشر، بل عليه أن يفهم منه السبب وراء القيام بهذا المنكر، وذلك لأنه قد يكون قائم على فعله بسبب جهل أو حسن نية.
  • لا يقوم الناصح بتوجيه النصح إلا بعد أن يوضح للمنصوح مكانته في الدين حتى يستمع له.
  • يفضل نداء المنصوح في البداية بلقبه أو كنيته، وذلك حتى يلتفت إلى الحديث ويستفيد منه بأكبر قدر ممكن.
  • أن يكون قائم بالإنكار بشوش ومبتسم الوجه حتى يطمئن له المنصوح وينصت لما يقول، وذلك مصداقًا لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: ( لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ ).
  • إذا لم تجدي النصيحة نفعًا، فيتم التهديد بالضرب، وإن لم يجدي نفعًا، يتم تطبيق الضرب بالفعل، ولا يتم استعمال السيف إلا مع الشخص الذي يرتكب المنكر وهو ذو سلطان، فلا يقدر عليه أحد ويسعى في الأرض فسادًا.

يجب على كل مسلم عالم بأمور الدين أن يعظ أخيه المسلم عندما يشاهده يرتكب معصية، مع الحرص على ستره بين العباد.