تجارب المطلقات بعد الطلاق

ماريهان أحمد

تعددت تجارب المطلقات بعد الطلاق ، نساء كثيرات ممن تعرضت إلى الطلاق لأسباب مختلفة، لم يجزمن جميعهن على أن التجربة كانت مجحفة، فربما كان الطلاق الحل الأمثل في أحيان، ومنهنّ كذلك من وجدت متنفسًا بعد الطلاق.. ومنهن من عانت الكثير وتعرضت إلى اللوم من الآخرين، وأخريات كان الطلاق لهنّ هو نهاية المأساة وبداية حياة جديدة وحلم جديد.

تجارب المطلقات بعد الطلاق

تجارب المطلقات بعد الطلاق

سوء الاختيار هو السبب الأول في تعدُد الطلاق، لاسيمًا إن كنتِ بصدد علاقة بين طرفين تجمعهما قصة حب ومشاعر فياضة.. وما كان لهما بعد الزواج إلا الطلاق.

كذلك سوء الأحوال المادية وتفاقُم الحاجات والمُتطلبات المعيشية في ظل غياب الدعم بين الطرفين والترابط العاطفي يُشكل في ذاته عاملًا هامًا في حدوث الطلاق.

إنها تجارب كثيرة، عزمنا أن نذكرها على لسان نساء متفاوتات في المستوى الاجتماعي والتعليمي، جاءت تجاربهُن لتؤكد على أن الطلاق هو النتيجة الحتمية لأي خلل يمنع استقرار العلاقة دون أن يكون هُناك سعي من طرفيها إلى التمسك والاستمرار.. ونعرض لكُم تجارب المطلقات بعد الطلاق على النحو التالي:

أولًا: الطلاق أفضل من الاستمرار في علاقة سامة

أنعتها بالسامة وأنا أدرك أن الشك يهدم العلاقات لا يكتب لها استقرارًا، فأنا من تطلقت بسبب شك زوجي الدائم، والذي استحال جحيمًا حينما وصل إلى حد إهانتي.

رغم أن زواجي في بادئهُ كان موفقًا إلا أن طباع الرجال لا تظهر بوضوح إلا بعد الزواج.. وحينها طلبت الطلاق لأدرك أنني كنت في علاقة مجحفة لي بحق حينما حالفني الحظ لأتزوج من جديد.

فكان رجلًا راجح العقل، يُدرك قيمة زوجتهُ ولا يُظلمها بشكُه المتزايد، وكان يعلم تمامًا الفارق بين الغيرة المعتدلة التي تنم عن حب واحترام، وبين الشك الذي يثير النفور..

من هنا كان تجربتي بعد الطلاق ممهدة بي الطريق إلى رحلة أخرى أكثر راحة ونجاح، فلا يجب أن تعتقد المُطلقة أن نهاية حياتها كانت بطلاقها، فلا زال هناك المزيد من الفرص السانحة.

لا يفوتك أيضًا:  كيف أعرف أن الطلاق خير لي إسلام ويب

ثانيًا: شبح المطلقة ما زال يراودني

تجارب المطلقات بعد الطلاق

جاء قرار الطلاق متأخرًا كثيرًا، فكنت خائفة من المجتمع والناس وآراء المحيطين بي، فأنا من اخترت الزواج بابن عمي على كامل الثقة واليقين بمحبته لي وأنه سيكون زوجًا صالحًا، ومن خيبة أملي أنه سرعان ما أنجبت منه ثلاثة أطفال، وهذا ما أصابني بالتعاسة فوق تعاستي إثر الطلاق.

فكانت مسؤوليتي تجاه أطفالي هي التي تجعلني مترددة في قرار الطلاق رغم علمي بأنه القرار الصائب أمام العيش مع زوج خائن يُحب التعدد.. نعم فالحق يُقال إن زوجي بصباصًا، لا تكفيه امرأة واحدة، ومن غلظته فكان على علاقات غير شرعية مع أخريات، فلا يُطبق حتى شرع الله في التعدد.

لذا بعد أن ضاق الحال بي، واشتدت حسرتي على نفسي، أخبرت أهلي بأمره.. لم ينصفني أحد منهم، وأخبروني أن الذنب ذنبي، وكانوا يريدون أن أدع فكرة الطلاق من ذهني لأن المجتمع لا ينصف المطلقة.. فأنا المقصرة في حقه وجعلته ينظر إلى غيري.

لذا لم أجد طريقًا إلا مواجهته بشدة حتى يطلقني، ولم يراعي القرابة بيننا تمامًا، وبعد إصراري طلقني وسرعان ما تزوج بأخرى.

إلا أن أطفالي تركهم معي، وهذا ما كان يُهون عليَ الأمر قليلًا، لكن لقب المطلقة ما زلت أحزن حينما أسمعهُ، وعندما أنظُر لأبنائي أتحسر على تربيتهم دون أب.

إلا أنني قررت في نهاية المطاف أن أتحدى الزمن، وإن كان مجتمعي المحدود لا يحترم امرأة مطلقة، فأنا من سأصنع الاحترام لنفسي ولأبنائي عنوة.

لا يفوتك أيضًا:  كيف أعرف أن الطلاق خير لي؟ وما الأسباب التي تستحق الطلاق

ثالثًا: ندمت على الطلاق

فتاة أبلغ من العمر 25 عامًا، أخبركم بسني بعد الطلاق لا قبله فلا تتعجبون، إنها مأساتي التي جعلتني مطلقة في ريعان شبابي، وما كان سبب الطلاق غريبًا على مسامع الناس.. فقط لم أكن لأدركه أنا، فوقعت في فخُه، وندمت على الطلاق من زوجي الحنون.

عادةً ما يوصف الزوج في تجارب المطلقات بعد الطلاق بأنه الشرير الذي عانت منه زوجته حتى تكلل الأمر بينهما بالانفصال، إلا أنه في تجربتي كنتُ أنا الظالمة.. بل ووالداي أيضًا، إن لم يكن السبب يقع على عاتقهما أولًا، فهما من كلفا زوجي بأعباء على كاهله أكثر من طاقته، ولم ينطق ببنت شفة بل كان طائعًا لتمسُكَهُ بي وحبه الكامن إليّ.

أنا من كُنت أستغل ذلك الحب وتلك العاطفة لأجعله أداة طائعة لأهلي، وهُما كانا يزعمان أنهُما يفعلان ذلك لمصلحتي، حتى لا أكون عرضة للضياع عند الحالات الطارئة.. كانت بداية الأمر باستغلالُه المادي، ليكتب لي أغلب ما يملك، لم أكن أعلم حينها أنه بالفعل أعطاني كل ما يملك من مشاعر وقلب صادق.

تحولت حياتُه جحيمًا حينما ساءت حالته المادية بسبب متطلباتي التي لا تنتهي، وكان اعتراضه الأكبر أنها لم تكن متطلباتي أنا بقدر ما كانت رغبات أهلي.

وزادت الأوضاع سوءً مع الوقت إلى أن طفح به الكيل وطلقني.. وبعد طلاقي علمت أن تدخل الأهل في حياة أولادهم بتلك الصورة لا ينجم عنها سعادة على الإطلاق.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي الأسباب التي تستحق الطلاق ؟

هكذا استعدت توازني النفسي بعد الطلاق

لم يكُن زوجي أهلًا للزواج بي.. هكذا حكمت عليه للوهلة الأولى حينما رأيته، لكن مع الضغوطات الكثيرة، وافقت عليه وأنا في قرارة نفسي مُتحفظة، فأنا والدي مستشار وأمي تعمل في المحاماة، وأمتهن الطب، ما يُعيبني في نظر عائلتي أنني بنت الثلاثين، وكلما زاد عمري قلت فرصتي في الزواج.

لذا ما إن تقدم لخطبتي الشاب الغنيّ الذي يصغرني بعض الشيء، وهو الوسيم الذي لا ترفضه فتاة، كان تمسك أهلي به بالغًا.. فوافقت لأنه لم يكُن ليُظهر لي إلا خيرًا.

وبعد الزواج لم أنكر سعادتي في تجربة الحياة العاطفية بعد أن اعتدت على الروتين العملي.. إلا أنني استشعرتُ إحساس زوجي تجاهي، فهو يشعُر بالنقص لعدم التكافؤ بيننا.

هو أعلى في مستواه المالي، لكنني أتفوق عليه بعلمي ودراستي وعقلي، وكنت أشعر بذلك ولم أُظهره، حتى تأكدت من شكوكي في كثير من المواقف التي يتعمد أن يُشعرني فيها بالدونية، ليجعل الغلبة له وكأنه في ساحة معركة.

عانيت الأمرّين من طباعه، واكتشفت أننا مُختلفين في كثير من الأمور، لا نصل إلى نقطة اتفاق على الإطلاق، إن ذهب بعقله يسارًا فأنا أجد نفسي ناحية اليمين..

وما كان بيننا إلا الانفصال في نهاية المطاف قبل أن أخسر نفسي وكرامتي، وهكذا اختلفت تجربتي مع تجارب المطلقات بعد الطلاق التي عادةً يتخللها الحزن، فأنا قد عمّ السرور قلبي واستعدت توازني النفسي بعد أن حُرمت منه فترة زواجي.

نعم فالطلاق أبغض الحلال ولكنه مُباحًا في الحالات التي تستحيل فيها العلاقة الزوجية أن تشهد نجاحًا.. فيكون أهون الأضرار وأقلها تأثيرًا على الطرفين معًا.