متى يندم الرجل المعدد؟ وما علامات ندم الزوج
متى يندم الرجل المعدد؟ وما علامات ندم الزوج على زواجه الثاني؟ ثمة أسباب تؤدي بالزوج إلى النفور من زواجُه الأول والسعي إلى زيجة أخرى عوضًا عما ينتقصه، وإن كان السبب وافيًا فإنه لا يصل إلى مرحلة الندم لأنه حق من حقوقه قد منحه الله إياه، أما إن لم يكن هناك ما يتطلب زواجه الثاني ففي تلك الحالة يكون الندم أمرًا واردًا.
متى يندم الرجل المعدد؟
يأتي ندم الزوج المعدد من تأنيب ضميره بحق زوجته التي قامت بالكثير من أجله.. فإن كان ارتكب من قبل أخطاء فهذا أمر طبيعي في الحياة الزوجية ولا يسعها إلا أن تغفر له وتعطي له ألف عذر، لكن من الأخطاء الجوهرية ما لا يُغتفر بالنسبة لها إن وجدت أن هناك امرأة تشاركها زوجها، فإن العلاقة إما أن تسير على وتيرة غير مرغوبة للزوج أو تنهار مُشكلة سطور النهاية.. أما عن ندم الرجل المعدد فيأتي وفقًا لِما يلي:
1- الوقوع في شرك الزواج الثاني
حتى وإن كانت هناك حالات تجزم بنجاح الزواج الثاني إلا أنه في مُجمله يعد استنزافًا للزوج في حالة عدم التيسر المالي على نحو مناسب، لا استنزاف لماله فحسب، بل طاقته وصحته وقدرته ورغباته وطموحاته، فهو إن كان يجد وقتًا قليلًا لزوجته الأولى، فعليه أن يجد الكثير من الوقت لزوجتيه معًا في ظل انشغالات الحياة ومتطلباتها اللامتناهية.
هذا هو ما ننعته بشرك الزواج الثاني، أن يكون للزوج رغبة جامحة في بادئ الأمر في الزواج، وما إن تزوج ونفذّ رغبته بالفعل، تكاد تختفي حلاوة تلك الزيجة، ويجد نفسه قد وقع في طائلة لا متناهية من المتطلبات.
لا يفوتك أيضًا: سؤال لماذا المرأة لا تتزوج أربع رجال
2- الإخلال بالحكمة من التعدد في الإسلام
غنى عن البيان أن الندم لا يكون نتيجة إلا على الشيء الخطأ، فلا ندم على شيء صحيح.. هذا ما يدعونا إلى الوصول لحكم تعدد الزوجات في الإسلام، فالحقيقة أن الأصل في الزواج الإسلامي يكون من زوجة واحدة فقط، بيد أن الزواج الثاني والتعدد من ثلاث ورباع ما هو إلا إذن إلهي للزوج مقرون بحالات واشتراطات عدّة، فمن الخطأ اعتباره حق في المطلق.
فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: “فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ” (الآية 3 سورة النساء).. فهنا يشترط العدل بين النساء وهو من الصعب فعله من الناحية العاطفية والمادية، لذا فتح الله سبحانه وتعالى باب التعدد للزوج شريطة العدل، فمتى يندم الرجل المعدد أعلم أنه خالف ذلك الشرط الإلهي ولم يستطع أن يعدل بين زوجاته.
3- عندما تطلب الزوجة الأولى الطلاق
ربما لم يسترق الرجل النظر إلى الأحكام برمتها، فما أعني به هو إباحة التعدد إليه فحسب، دون الأخذ في الاعتبار أن القانون أجاز للمرأة الطلاق إن لم توافق على زواج زوجها، لاسيما إن لم يكن هناك سبب وافيًا من زواجه الثاني، فيكون طلاقها للضرر.
وإن عزمت على الطلاق يستشعر الزوج أنه خسر الرفيقة الأولى بسبب قراره المتسرع ولم يمنحها أي فرص، فيشعر بالندم وأنه أساء إليها وظلمها وتسبب في إيلام قلبها بجروح لم يكن لها لتغفرها.
لا يفوتك أيضًا: تجربتي مع الزوجة الثانية
4- تفاقم المشكلات بين الزوجات
عادةً ما يعتقد الرجل عند زواجه الثاني أنه قادر على تهدئة الأمر وإصلاحه بين زوجاته، وهو أمر خاطئ فهو لم يأمن بكيد النساء ومكرهم، ولا يعي كم تكون المرأة ذات كبرياء جامح من شأنه تدمير غيرها، والمدى الذي يُمكن أن تصل إليه للانتقام بكيد بارع لا يتخيله.
فما إن يتزوج يقنع أنه سيسطر على زوجاته دون أن تزيد أيٍ منهما في حدة العلاقة، بيد أن ما هو غير متوقع أن تقوم كلًا منهما بحيل ماكرة ومكائد لتتصيد الأخطاء للأخرى، وهكذا يسير الحال في أجواء يشوبها التوتر.. وحينئذٍ يندم الزوج المعدد.
علامات ندم الزوج على الزواج الثاني
متى يندم الرجل المعدد تظهر عليه بعض العلامات الدالة على ندمه، حيث تأتي تلك العلامات معبرة عن رغبته في إصلاح الأمر بينه وبين زوجته الأولى، إثر زواجه غير المبرر.. وقد أتت على النحو التالي:
- يحاول إرضاء زوجته الأولى، ويذكرها بالأيام التي تجمع بينهما والذكريات التي لا تُنسى، لإرجاع أطر المحبة بينهما كما كانت في سابق عهدها.
- يُخصص وقتًا لزوجته الأولى وبيته وأطفاله إن وجدوا، حتى لا يُزال الرابط بينهما.
- يسعى إلى تبرير زواجه الثاني إلى زوجته الأولى، بكافة الخطط والسبل التي تجعلها تسامحه.
- ربما يستعين بطرف ثالث عزيز على الزوجة لتهدئة الأمر بينهما إن كانت مصرة على الابتعاد.. فهنا يكون قد ندم الزوج المعدد بالفعل.
- ربما يصل ندم الرجل إلى تطليق زوجته الثانية، لشعوره أنها هي السبب من وراء خراب بيته الأول.
- يُحاول بشتى الطرق أن تستعيد زوجته الأولى ثقتها فيه.
- أكثر ما يُدلل على ندم الزوج المعدد أنه يعترف بخطأه ويقر به أمام زوجته، ويحاول تغيير الوضع إلى أفضل خيار.
- لا يقدر الزوج أن يرى زوجته الثانية مقصرة في شيء وإن كان بسيطًا، فالأمر أشبه بتحججه الدائم لها لإيقاعها في الخطأ.
- امتداح الزوجة الأولى أمام الجميع باستمرار وإظهار حبه إليها يعتبر نتيجة ندمه على الزواج ثانيةً.
لا يفوتك أيضًا: متى يندم الرجل على زواجه من الثانية؟
متى يحق للرجل التعدد؟
حتى لا يندم الرجل المعدد عليه أن يتبين الأسباب التي تخول له الزواج الثاني دون وجود ما يستدعي الندم، فهي رخصة منحها الله للرجل عند وجود أسباب معينة منها:
- كون الزوجة الأولى عاقرًا، الأمر الذي يبيح له الزواج لغرض الإنجاب.
- وجود مشكلة تجعل الزوجة رافضة للجماع، أو غير قادرة على ممارسته، الأمر الذي يخول له الزواج بذات الصحة الجنسية ليعف نفسه وشهوته.
- إن كان الزواج لغرض إنساني ككفالة امرأة يتيمة أو أطفال أيتام لامرأة أرملة.. شريطة القدرة المالية.
- في حال كانت زوجته الأولى ناشزًا، فلا تطيعه وتسيء معاملته، ولا يرغب في تطليقها.
- إن كان الرجل ذو شهوة زائدة في ظل عدم قدرة زوجته على ذلك، لاسيما إن اقترن السبب مع عدم اهتمام زوجته بالأمر ولا بنفسها وأناقتها، مما يستتبع تفكيره في الزواج.
على أن تلك الأسباب كافتها وغيرها تقيد بإخبار الزوجة الأولى بأمر زواجه حتى يضمن موافقتها، دون أن يكون دون معرفتها مما يستتبع هجرانها أو طلبها الطلاق، كذلك لا يجب أن ينسى شرط العدل المحقق بينهما.
لا يوجد رجل لا يندم، فهو أمر طبيعي فطري وربما لا يُعبر بعض الرجال عنه جليًا إلا أن هذا لا يعني عدم وجودُه، بل موجود في تأنيب ضميرُه الدائم والذي يظهر على لسانُه بكلمات الاعتذار.