تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة

ماريهان أحمد

ما هو تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ؟ وما هو سبب نزول هذه الآيات؟ حيث نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى على النبي في مكة المكرمة، وتتكون من 8 آيات وترتيبها في القرآن السورة رقم (94) تحديدًا في الجزء الثلاثين، وهي من السور التي تحدث كثير من الفقهاء عن فضلها، لذا سنوضح كل ما يتعلق بها في الفقرات التالية.

تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك

تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة

إن سورة الشرح من أجمل السور القرآنية التي لها تأثير نفسي قوي على المسلم عند قراءتها، حيث تشعرهُ بالراحة ويتخلص من الضيق، فالله تعالى كان يخاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذه السورة الرائعة التي تتكون من 8 آيات فقط تقشعر لها الأبدان ذات مدلول عظيم سنعرفه من خلال الاطلاع على تفسيرها الموضح في الفقرات التالية:

الآية الأولى: أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ

يخاطب الله تعالى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويسأله ليجعله يلتفت إلى النعمة التي مَّن الله عليه بها، وهي أنه جعل صدره واسع ومليء بالنور، وهناك من ذهب أن المقصود بهذه الآية هو الشرح الذي حدث أثناء ليلة الإسراء.

لا يفوتك أيضًا:  فضل سورة الشرح في قضاء الحوائج

الآية الثانية: وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ

أي أن الله تعالى قد غفر للرسول -صلى الله عليه وسلم- جميع ذنوبُه السابقة والقادمة على حدٍ سواء.

الآية الثالثة: الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ

إن الإنقاض في معجم اللغة العربية يعني الصوت، وقد أشار المفسرين إلى أن معنى الآية الهموم التي تثقل العبد في الحياة الدنيا.

الآية الرابعة: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

أي أن ذكر الله تعالى له علاقة وثيقة بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك جعل النبي له قدر عظيم بين المسلمين أجمعين حيث إنهم يقولون ( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله ).

الآية الخامسة: إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا

لقد ربط الله تعالى في هذه الآية بين العسر واليسر فهما متلاحقين، فلا يمكن أن يصيب المسلم عسرًا إلا جاء له الفرج والخير بعد ذلك.

الآية السادسة: إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا

أكد الله تعالى على ذلك مرةً أخرى حتى يصبر المسلم ويحتسب حتى يأتيه فرج الله تعالى.

الآية السابعة: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ

أي إن الإنسان إذا وجد نفسه فارغًا، فعليه أن يُقيم على طاعة الله تعالى من خلال القيام بما يُرضيه من أعمال، وهناك من قال إنه المقصود أن يكثر المسلم من الدعاء في وقت فراغُه حتى يزيل الله عنه همومه، وهناك من أشار إلى أن المقصود من الآية أن المسلم إذا انتهى من الجهاد في سبيل الله، فعليه أن يقيم على العبادة الخالصة.

الآية الثامنة: وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب

أي أن المسلم عليه ألا يتوجه إلا لله تعالى عندما يجد أن الدنيا قد ضاقت عليه، وقد أغلقت كل الأبواب أمامه، لأن الله أعلى وأعلم، وهو القادر على أن يزيل الهم في ثواني.

سبب نزول سورة الشرح

هناك العديد من الأسباب لنزول هذه السورة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ما علمناه خلال البحث عن إجابة سؤال ما هو تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ؟ لذا سوف نوضحها في النقاط التالية:

  • بعض الفقهاء يرجحون أن هذه الآيات قد نزلت من أجل الإشارة إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد تعرض صدرُه للشق الحسي خلال رحلته ليلة الإسراء والمعراج، ولكن ذلك ليس صحيح حيث إن الشرح تم معنويًا وليس حسيًا.
  • الكفار كانوا دائمًا ما يسخرون من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب فقره الشديد، فأنزل الله تعالى عليه هذه الآيات حتى يربط على قلبه ويصبره، ويجعله على يقين بأن الفرج لا يأتي إلا بعد الضيق.
  • يُذكِر الله تعالى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنّعم الكثيرة التي تُحيط به، فإن الله قد اختاره من بين كل الناس ليحمل رسالته، كما جعله كفئًا إلى ذلك.

لا يفوتك أيضًا:  ماهي السورة التي تزيل الهم والضيق

سبب تسمية السورة بالشرح

لقد عرفت هذه السورة بهذا الاسم الجميل، لأنها تبدأ بالفعل نشرح حيث جاء على النحو التالي: ( أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ )، للإشارة إلى نعمة الصدر الرحب الواسع الطاهر الذي يمتلكه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك ما جعله على قدر عالٍ من الحكمة، والأخلاق الحسنة، كما كان يحكم بين الناس بالعدل والشريعة، وكان زاهد لا تغريه ملذات الحياة الدنيا المختلفة.

فضل قراءة سورة الشرح

تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك يفرض علينا معرفة فضل هذه السورة العظيمة، حيث إن المسلم يحصل على العديد من الحسنات عند قرائتها، كما ترفع من درجاته، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( مَن قَرأ حَرفًا مِن كِتابِ اللهِ فله حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشَرةِ أمثالِها، لا أقولُ{الم} حَرفٌ، ألِفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ ).

لا يفوتك أيضًا:  آيات قرآنية لعلاج القلق والاكتئاب وإزالة الهم

الدروس المستفادة من سورة الشرح

تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة

هناك العديد من الدروس يمكن أن يتعلمها المسلم عندما يطلع على تفسير ألم نشرح لك صدرك، ومنها ما يلي:

  • تشتمل سورة الشرح على بشارة تطمئن قلوب الناس المصابة بالبلاء في الحياة الدنيا بأن اليُسر سيأتي بعد العُسر.
  • الإشارة إلى نعمة غفران الذنوب التي تعتبر من أفضل الأرزاق التي يحصل عليها المسلم في الآخرة.
  • إن المولى عزو وجل قد ربط بين ذكرُه وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك في قول الشهادتين.
  • كثرة الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العبد، تجعله يشعر بالحزن والضيق في الدنيا.
  • إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لهُ قدر كبير ومكانة عالية، وذلك يكون واضح أيضًا عند تعامُل خصومُه معه.
  • الحرص على توجه المسلم إلى الله عند الإحساس بالضيق والكرب، لأنه وحده القادر على أن يطمئن قلب العبد ويزيل عنه ما يحزنه، فالشكوى لغير الله تعالى مذله.
  • السورة جاءت لتكمل ما جاء في سورة الضحى من مظاهر حفظ الله تعالى للنبي -صلى الله عليه وسلم- وعنايته.
  • جعلتنا السورة على دراية بأنه لا يوجد نعمة أفضل من الإيمان، وما يليها هو أن يشرح الله تعالى صدر المؤمن، فيزداد تقربًا منه، ويزهد في الدنيا، ولا يحزن على أي شيء بها، لأنه يكون على يقين بأنه لا باقي إلا وجه الله تعالى.

إن سورة الشرح لها فضل كبير، لذا يُفضل أن يقوم المسلم بالمواظبة على قراءتها، وذلك لأنها تزيل الهم والكرب، وتعين المسلم على تحمل مصائب الدنيا .

ماريهان أحمد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *