قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم

ماريهان أحمد

كيف يؤثر الخيال على القُدرة الإبداعية للأفراد؟ يقول أينشتاين: “الخيال أهم من المعرفة” وهو باب الاحتمالات.. إلا أن الخيال بذاتُه يختلف من شخص لآخر، وما يؤول إليه يختلف كذلك.

هل قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم؟

قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم

يمكن أن تساعدك القدرة على التخيل بشكل صحيح في إعادة تشكيل واقعك وخلق الحياة التي تريدها، فلا يقتصر الخيال على رؤية الصور في العقل فقط.. بل يشمل جميع الحواس الخمس والمشاعر.

الخيال المتطور والقوي لا يجعلك حالمًا في اليقظة وغير عملي.. على العكس من ذلك، فهو يقوي قدراتك الإبداعية، وهو أداة رائعة لاتخاذ قراراتك السليمة.

للخيال دور كبير وقيمة في حياة كل فرد، إنه أكثر بكثير من مجرد أحلام اليقظة، فكل واحد منّا يستخدمه -سواء بوعي أو بغير وعي- في معظم شؤوننا اليومية.

إذًا قدرة الفرد على التخيُل تساعده على اتخاذ القرار السليم، فالتخيل هو اللغة التي يستخدمها العقل حتى يتصل بالجسد.. وهو تدفق موجات الأفكار التي تتفاعل مع العقل.

لا يفوتك أيضًا:  بحث عن اتخاذ القرار وتحديد الأولويات

القدرة على التخيل

كل شخص يمتلك درجة معينة من القدرة على التخيل، حيث يتجلى الخيال بدرجات متفاوتة، فبعض الناس قادرون على تخيل صور ذهنية واضحة، والبعض الآخر يمكن أن يتخيل فقط الصور غير الواضحة.. ومع ذلك، يمكن تحسين هذه القدرة من خلال التدريب والتمارين.

  • الخيال يمنحك تجربة عالم كامل داخل العقل.
  • يمكّنك الخيال من النظر إلى أي موقف من وجهة نظر مختلفة، واستكشاف الماضي والمستقبل ذهنيًا.
  • التخيل هو القدرة على تكوين صورة ذهنية لشيء لا يتم إدراكُه من خلال الحواس الخمس.
  • بمعنى آخر للخيال هو قدرة العقل على بناء مشاهد أو أحداث غير موجودة أو حدثت في الماضي.
  • تتجلى قدرة التخيل في أشكال مختلفة، أحدها هو أحلام اليقظة.
  • يقول علماء النفس إن الخيال من أهم قدرات العقل الباطن، ينبع عن عدم معرفة العقل الباطن بين الواقع والخيال غير الحقيقي.
  • مع تكرار التخيل يبدأ العقل الباطن بالتحرُك لتغيير الواقع الفعلي إلى واقع يتطابق مع خيال صاحبه.

الخيال والقدرة الإبداعية

على الرغم من أن الكثير من أحلام اليقظة الخاملة قد تجعل المرء غير عملي، إلا أن أحلام اليقظة بدرجة معينة، توفر سعادة مؤقتة وهدوءً وتخفيفًا من التوتر، وهناك علاقة جليّة بين الخيال والقدرة الإبداعية.

  • الخيال قوة إبداعية ضرورية لاختراع آلة موسيقية على سبيل المثال، أو تصميم فستان أو منزل أو رسم صورة أو كتابة كتاب، فهو ما يُمهد للإبداع سبيلًا.
  • للقوة الإبداعية للخيال دور مهم في تحقيق النجاح في أي مجال.
  • ما نتخيله كثيرًا ونتوقع حدوثُه يمكن أن يحدث.. إنه عنصر مهم في التصور الإبداعي والتفكير الإيجابي.
  • هذا يعني أن قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم، وأننا يجب أن نفكر بطريقة إيجابية فقط لنستخدم قوة الخيال بشكل صحيح.
  • إن عدم فهم قوة الخيال هو المسؤول عن المعاناة وعدم الكفاءة والصعوبات والفشل والتعاسة التي يعاني منها البعض في كثير من مواقف حياتهم.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي مستويات التفكير من الأدنى إلى الأعلى هي؟

عوامل اتخاذ القرار السليم

قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم

علاوةً على أن قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم إلا أن هناك بعض العوامل الأخرى التي يعول عليها اتخاذ القرار الصائب.

الحدس الرجوع إلى المشاعر الغريزية “الحاسة السادسة”.
المنطق الرجوع إلى الحقيقة والأرقام والثوابت.

الحدس وحده لا يكفي في اتخاذ القرار، في حين أن المنطق لا يُعول عليه منفردًا لأنه يُهمل الجانب الإنساني مُركزًا على الحقائق المادية.

الموازنة بين الخيال الجامح والحدس والاعتماد على المنطق.. هو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرارات سليمة.

خطوات اتخاذ القرار

حتى تتسنى قُدرة الفرد على التخيل فتساعده على اتخاذ القرار السليم، يجب أن يستند إلى مجموعة من الخطوات وفقًا للقضية التي عليه أن يختار فيها قرارًا.

  1. تحديد المشكلة أو التحدي.
  2. وضع قائمة بالحلول الممكنة (تعتمد على التخيل).
  3. تقييم كل بديل من حيث الإيجابيات والسلبيات.
  4. اختيار أفضل بديل مناسب.
  5. تقييم أثر الاختيار.. وما إن استلزم تعديل أو تغيير.

لا يفوتك أيضًا:  كيف أتخلص من التفكير الزائد ؟ وما أسبابه ومخاطره

تطوير مهارات اتخاذ القرار السليم

لمّا كانت قدرة الفرد على التخيل تساعده على اتخاذ القرار السليم، فإن عليه أن يُنمي تلك القدرة التخيلية التصورية حتى لا يشعر بالحيرة عند الاختيار.. كذلك تطوير بعض المهارات.

جمع معلومات فهم كل العوامل المتعلقة بالموضوع.
إبعاد العاطفة العاطفة تجعل التفكير مشوش، فلا يُعول عليها.
الوقت الكافي القرار المصيري يحتاج إلى مزيد من الرويّة والتأني قبل اتخاذُه.
التفكير على المدى البعيد لا تتخذ قرارًا وفق النتائج القريبة، بل عليك أن تتعمق إلى ما ورائها.
التركيز على الأولويات عادةً ما تتطلب بعض البدائل التضحية بها لاختيار البديل الأفضل “الأولوية”.
خطة الطوارئ لا يكون القرار سليمًا إلا وهو مقرون بقرار بديل عنه في حال أي طارئة.
المُناقشة طرح القرار على أهل الثقة لا يُضعف من صوابُه، بل يزيده ثبوتًا.
التفاؤل بشأن النتائج تلك المهارة التي ترتبط بالتوقعات المسبقة المرتبطة بالتخيل.

عادةً ما نجد ضالتنا في خيال جامح وقوة إبداعية حينما نتعرض إلى المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارًا صائبًا ولا خلاف عليه.. لذا يُمكن التدريب على التحلي بتلك المهارات.