By أ / سارة رزق 
إن رمضان هو شهر البركة والخير الذي ينتظره المسلمين في كل أنحاء العالم من كل صوب وجانب، نظرًا لما يحمله من نفحات وعطايا لا مثيل لها كما الأجر الكبير الذي يكتب للمؤمن نظير أعماله الصالحة من صيام وتعبد وتهجد وغير ذلك من تركه للمعاصي والذنوب، فالصيام لا يقتصر بالانقطاع عن الطعام والشراب فقط، بل يشمل التنحي جميع شهوات ولذات المؤمن.
- للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه.
- إن الصيام لدرجة يرتفع لها المؤمن في شهر مبارك من الله، فيعظم الله فيه أجر المسلمين الصائمين.
- في الصوم استشعار لقيمة النعم، نعمة الطعام، نعمة الريّ، فيعلو امتنان المرء لربه، فهل تعرف النعم إلا بفقدها.
اجمل ما قيل عن الصيام في شهر رمضان المبارك
إن شهر رمضان يحل على الأبواب، الفرصة الأعظم للاغتسال من الذنوب والرجوع عن الخطايا التي نقع فيها ومراجعة أنفسنا وتصرفاتنا، فهو شهر التدبر والقرآن الكريم، شهر الأجر والثواب العظيم، يؤجر الله المؤمن على صيامه على قدر كرمه الفياض لا على قدر طاقة الإنسان، وقد أتت أجمل الأقوال عن الصوم في رمضان بما يشددَ من أزر الإنسان ويدرك مدى قيمة وأهمية عمله:
سُئل بعض السلف عن سبب تقديم الصوم على سائر العبادات:
فقال “لأن يطّلع الله على نفسي وهي تنازعني إلى الطعام والشراب أحبّ إليّ من أن يطّلع عليها وهي تنازعني إلى معصيته إذا شبعت”.
قال ثابت البناني رحمه الله “لا يُسمَّى عابدٌ أبدًا عابدًا، وإن كان فيه كل خصلة خير، حتى تكون فيه هاتان الخَصْلتان: الصوم، والصلاة”.
قال ابن القيم رحمه الله “الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلَّم لم يتكلَّم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كُلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمُّها مَنْ جالَسَ حامِلَ المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته له، وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم…”
- إن الصوم هو أكبر أسباب التقوى، فيحفظ صحة وجوارح القلب ويعيد لها ما استنزفته الشهوات.
- الصوم جُنَّة يتَّقي به الإنسانُ محارمَ الله، ويتقي به النارَ يوم القيامة.
أجمل الأقوال عن ثمار صوم رمضان
- في الصوم دلالة على صحة الإيمان وإمساك النفس عما تشتهيه.
- قال الحارث رحمه الله “صوم شهر الصبر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن بلابل الصدر”.
- الصوم هو النجاة من النار والسترة عنها، وسبيل الجنة.
يقول ابن القيم “الصوم…وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي تفريحه للقلب عاجلًا وآجلًا، أي حسن زيد على حسن هذه العبادة التي تحيي القلب وتفرحه”.
- قال السعدي “الصوم زكاة البدن، يطهره من الأخلاق الرديئة”.
- الصوم رياضة النفس والبدن، ففيه الحفاظ على الصحة ومسك النفس عن تناول ما يؤذيها.
- قال الإمام الغزالي “الصوم نصف الصبر” ففيه تمرين النفس على العزيمة والإصرار.
- في الصوم تحمل المشقات وتقوية الإخلاص وتقديم إرضاء المولى عز وجل على إرضاء النفس.
- صوم رمضان علاج فتور المؤمن ووقايته.
- في الصيام وقاية من حر يوم النشور.
- للصوم دروسًا في التآخي والتآزر والإحساس بالفقراء والمساكين.
قال مكحول رحمه الله: يروح على أهل الجنة برائحة فيقولون “ربنا ما وجدنا ريحًا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح، فيُقال: هذه رائحة أفواه الصُّوّام”.
اجمل ما قيل عن الصيام
- اللهم بلغنا الشهر الفضيل لا فاقدين ولا مفقودين، وأعنا على الصوم وحسن عبادتك.
- اقترب أجمل الشهور، شهر تناثر الذنوب وتطاير الهموم، والصوم المقبول بإذن الله.
- رمضان أقبل يا أولي الألباب، فاستقبلوه بعد طول غياب.
- تمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور، ويقترب منا قدوم شهر الخير والبركة والرحمات، ويعلو نداء المؤمنين ودعاؤهم الخالد.
- وفي صوم رمضان تسكن القلوب وتهدأ الأرواح، وتتأدب النفوس فيزيد الوجه نورًا.
- مَن فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء.
- شهر رمضان هو شهر التطهير من الظلمات والدخول في رحمة الله.
آيات الصيام في رمضان بالقرآن الحكيم
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
- فيها حث على فعل الصيام للوصول إلى التقوى، فتتقون من الطعام والشراب والنساء.
“شهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”
أحاديث عن الصيام وآدابه في السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائم” إذا سابَّه أحدٌ أو شاتَمَه فليقُلْ: إنِّي صائمٌ”، فلا يسب ولا يرد بالمثل فيبطل صيامه، فيمتلأ داخله بالوقار والطمأنينة والسكينة.
عن ابن خزيمة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فَمِمّن أنا.. قال: “من الصديقين والشهداء” وهو ما يبرز المنزلة العليا للصائمين الذين يحتسبون أمرهم لله تعالى.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان”.