ما هو عقاب سماع الأغاني
ما هو عقاب سماع الأغاني من موقع محتوى، يجازى كل إنسان عن كل فعل يصدر عنه سواء كان هذا الفعل خيرا أم شرا، والإنسان مسئول عن كافة أفعاله وتصرفاته التي يقوم بها، فإن عمل سيئا فله عقوبة والعقوبة درجات وليست جميعها في درجة واحدة بل هي تختلف تبعا لاختلاف الفعل السيئ،
فأعظم الذنوب هي الشرك بالله سبحانه وتعالى والكفر، كما أن الكبائر والمعاصي تحبط الحسنات بمقدار المعصية والذنب الصادر عن صاحبه، وعلى ذلك فإن الاستماع للأغاني شأنه شأن باقي المعاصي الأخرى له عقوبة وجزاء، فما عقوبة سماع الأغاني وحكم سماعها، سنحاول في المقالة التالية نجيب على هذا التساؤل الهام التي يشغل بال الكثير من الأشخاص.
عقاب سماع الأغاني
جاء في عقاب من يسمع الأغاني أن المولى سبحانه وتعالى يخسف بهم الأرض، ومن عقوبته أيضا أنه يمسخهم إلى قردة وخنازير، وقد روى عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال (لَيَشْرَبَنَّ ناسٌ مِنْ أُمَّتي الخمر يُسَمُّونَها بِغَيْرِ اسمِها، يُعْزَفُ عَلَى رُؤَوسِهِمْ بِالمعَازِفِ والقَيْنَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بهم الأَرْضَ، ويَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ والخنَازِيرَ).
ومن عقاب سماع الأغاني أيضا العذاب المهين يوم القيامة، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)، ولكن لم ترد آية في القرآن الكريم توضح ماهية هذا العذاب في الآخرة
ولكن يكفى أن سماع الأغاني سببا من أسباب سخط وغضب رب العالمين، وبهذا فالإنسان الذي يسمع الأغاني يعرض نفسه للعذاب المهين والله أشد وأقوى عذاب، وقد حرم الكثير من أهل العلم والمشايخ الاستماع إلى الأغاني، لذا يجب على كل إنسان مسلم الابتعاد عن سماعها والإسراع في التوبة من هذا الذنب وأن يطلب مغفرة الله تعالى.
حكم سماع الأغاني
إن الاستماع إلى الأغاني التي تستخدم فيها آلات العزف الموسيقية حراما مطلقا، ولا يجوز سماعها بأي حال من الأحوال، وهذا يستدل به على قوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)،
والمقصود بلهو الحديث هنا الذى يضل عن سبيل الله هو المعازف، أما بالنسبة للأغاني دون مصاحبة آلات العزف الموسيقية ولكن في معناها سوءا أو كلاما سيئا مثل الغزل أو الهجاء أو ما شابه ذلك، فهذا غناء مذموم كذلك على قدر ما يتضمنه من سوء وكلام يتعارض مع الأحكام والتعاليم الخاصة بالشرعية الإسلامية.
أما إذا كان الغناء دون مرافقة الآلات الموسيقية ولم يتضمن كلمات أو الفاظ بذيئة أو سيئة بل كانت ثناء على الإسلام والمسلمين وكانت كلماته تدعو الى الحماسة والبطولة ومكارم الأخلاق وما شابه ذلك، فهنا الغناء يعد من النشيد والذي هو سنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد كان الصحابة يقومون بالإنشاد في كافة الغزوات التي خاضوها وكل ذلك كان بمشاركته عليه الصلاة والسلام وتحت سمعه وبصره، ولو لم يكن جائزا لما فعله الرسول ولما أقره ومثل هذا النشيد لا حرج في سماعه.
كلمة أخيرة
إن الحياة تمضى سريعا فيجب على كل إنسان الصبر على ما حرم الله سبحانه وتعالى حتى ينال المتعة التي لا تذهب عنه أبدا ولا تزول، فالموت قريب جدا لنا أكثر مما نظن، والمولى عزوجل إن ملأ القلب بحبه وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فالإنسان حتما سيعرض عن كافة الأفعال والتصرفات التي يمكن أن تغضبه لأن هدفه الوحيد في هذه الحياة هو كسب رضاه ومغفرته وعفوه والفوز بجنته،
فلا يعرف سعادة القلب الحقيقية سوى خالق هذا القلب، فلا تغتروا يتزيين الشياطين من الإنس والجن فالشيطان هو العدو اللدود للإنسان، وكما قال عزوجل (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).