فضل قراءة سورة المسد والدروس المستفادة منها
فضل قراءة سورة المسد والدروس المستفادة منها عبر موقع محتوى, سورة المسد من قصار سور القرآن الكريم حيث أن عدد آياتها 5 آيات وهي في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف، نزلت هذه السورة العظيمة في مكة المكرمة بعد سورة الفتح مباشرة، وأطلق على هذه السورة اسم سورة تبت، وهذه السورة نزلت في حق أبو لهب وزوجته وفيها تهديد ووعيد تابعنا لمعرفة أسباب نزول السورة والدروس المستفادة من قراءتها.
أسباب نزول سورة المسد
اشتد إيذاء قوم قريش لسيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وللمسلمين، وكان أبو لهب وزوجته أشد الناس إيذاء لحضرة سيدنا النبي حيث أنه أعلن الحرب هو وزوجته ضد الحبيب حيث كانت زوجته تعد وقود الحرب لعنهم الله في الدنيا والآخرة، ولذلك نزلت هذه السورة دفاعا عن سيدنا النبي الأعظم، أوضحت السورة المصير الذي ينتصر أبو لهب وزوجته وهو نار جهنم.
العبر المستفادة من سورة المسد
كان أبو لهب أكثر قوم قريش تكذيبا لسيدنا النبي صل الله عليه وآله وسلم بالرغم من أنه كان عمه كيف يكذبه بالرغم من أنه يعلم جيدا صفاته فهو الصادق الأمين كما لقبه قوم قريش، هل تدرك مدي تأثير أن يكذب عم الرسول أبو لهب بدعوته، من المؤكد أن ذلك سيكون له دوي كبير في سائر الناس، ولهذا يعتبر أبو لهب من الأفَّاكين المكذبين ولذلك ورد اسمه في سورة المسد من أجل تعريف الناس به وبالعذاب الذي ينتظره.
عقاب الله لأبو لهب في الآخرة
تعلمنا جميع آيات القرآن الكريم أن الرد على إعداد الإسلام يكون بالقول ويصدق على هذا القول بالفعل، وحينما نزلت هذه السورة العظيمة تبين منها الجزاء الذي ينتظر أبو لهب هو النار جهنم وبئس المصير، وهذه احدى معجزات القرآن الكريم حيث أنه أوضح أن مصير أبو لهب وزوجته النار، ولو أراد أن أبو لهب أن يكذب سيدنا النبي صل الله عليه وآله وسلم أمام قوم قريش لكان أعلن إسلامه ونطق الشهادة ولكنه لم يفعل ذلك وهذا يؤكد أن القرآن معجزة سيدنا النبي وان من علمه القرآن هو الله.
يظن الكافرون أن حسبهم وأموالهم يغنيهم عما أعده الله لهم في الآخرة لن يغنيهم ما أعدوه في الدنيا عن جزائهم في الآخرة، تأمل عزيزي القارئ ما ورد في شأنهم في سورة الأنفال(1).
جزاء الظالمين في الآخرة
يدخر الله عز وجل للظالمين جزاء أعمالهم السيئة في الآخرة وليس في الدنيا مصيرهم ينتظرهم في الآخرة وظهر ذلك بكل وضوح في هذه السورة الكريمة فقد ركز الله على جزاء ومصير أبو لهب في الآخرة وليس في الدنيا، قام سيدنا النبي صل الله عليه وآله وسلم بالدعاء على عتيبه ابن أبو لهب بأن يسلط الله عليه كلبه فكان يخشى من عاقبة دعاء الرسول عليه وخرج مرة في قافلة إلى الشام فجاء الأسد وانتزع عتيبة من بين الرجال، نال جزاءه في الدنيا ويدخر الله له العقاب في الآخرة ما نال في الدنيا لا يغنيه عن عذاب الآخرة(2).
الأحاديث الواردة في سورة المسد
(1) ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].
(2) يروي الحاكم: أنه كان لهب بن أبي لهب يسبُّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم سلِّط عليه كلبك))، فخرج في قافلة يريدُ الشامَ، فنزل منزلًا فقال: إني أخافُ دعوةَ محمد – صلى الله عليه وسلم – قالوا له: كلَّا، فحطوا متاعَهم حولَه وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به.