ما معنى تعادل القوة الشرائية
تقوم اقتصاديات السوق على أساس قياس قوة الجمهور الشرائية ومعدلات إقباله على نوع معين من السلع والخدمات حيث تتأثر قدرة وقوة الجمهور الشرائية بعدد من العوامل الإقتصادية؛ لذلك خصصنا لكم هذه المقالة لعرض وتوضيح مفهوم القوة الشرائية وعوامل قياسها ومعنى تعادل القوة الشرائية.
ما هي العملية الشرائية
الشراء هو عملية مكونة من طرفين يكون الطرف الأول فيها العميل الذي يهدف إلى شراء سلعة أو منتج معين فيما يكون الطرف الثاني هو المنتج أو الشركة التي تحرص على توفير السلع والخدمات إلى السوق بعد دراسة احتياجات الجمهور المستهدف مع الوضع في الإعتبار متغيرات البيئة المحيطة والعوامل المؤثرة على معدلات القوة الشرائية.
وتكمن الأهداف الرئيسية للشركة أو المؤسسة في العملية الشرائية في بيع مخزون المنتجات الخاص بها لتوفير عائد نقدي تستطيع من خلاله سد الإحتياجات الأساسية ودفع عجلة الإنتاج، ويتم ذلك من خلال تطوير المنتج ودراسة وتقييم السلع التنافسية الموجودة في السوق.
مفهوم القوة الشرائية
تشير القوة الشرائية في مفهومها إلى مقدار السلع والخدمات التي يمكن شرائها والحصول عليها من خلال دفع وحدة أو عملة نقدية واحدة، ويرجع ذلك إلى إن القوة الشرائية ترتبط غالبًا بعملة واحدة حيث إنه لا يمكن قياس القوة الشرائية الداخلية في أكثر من مجتمع أو دولة نظرًا لوجود فروق واختلافات في المستويات الإقتصادية.
ولا يفوتك أيضًا:- ما معنى القوة الشرائية
انواع القوة الشرائية
كما ذكرنا من قبل إن القوة الشرائية ترتبط بشكل وثيق بسعر العملة حيث إنه كلما أرتفع سعر صرف العملة كلما زادت القوة الشرائية والعكس كلما أنخفض سعر صرف العملة كلما تراجعت القوة الشرائية، وتنقسم القوة الشرائية إلى:
- القوة الشرائية الداخلية: تشير إلى مقدار الإقبال على شراء السلع والخدمات داخل البلاد الواحدة وهي ترتبط بسعر صرف العملة فكلما زادت قوة العملة المحلية وأرتفع سعرها كلما زادت القوة الشرائية الداخلية.
- القوة الشرائية الخارجية: تعتمد على القوة الشرائية للعملة المحلية خارج البلاد ويتم قياسه من خلال شراء العملات الخارجية بالعملة المحلية أو استخدامها لشراء السلع والمنتجات خارج حدود البلاد.
تعادل القوة الشرائية
إن المقياس الأول الذي يتم الإعتماد عليه لتحديد حجم القوة الشرائية هو سعر صرف العملة وبالتالي يتم تعريف تعادل القوة الشرائية على إنه توحيد سعر السلعة أو المنتج في كافة الدول والمجتمعات مع اختلاف سعر العملة مما يضمن عدالة في حقوق الشراء لدى جميع المستهلكين في كافة المناطق.
ويساعد مفهوم تعادل القوة الشرائية على قياس استخدام السلعة أو الخدمة التي يتم بيعها في أكثر من دولة لقياس الفرق في أسعار عملات تلك الدول إضافة إلى تحديد قدرة المستهلك على الشراء بين العملات المختلفة.
العوامل المؤثرة على القوة الشرائية
تخضع القوة الشرائية للمستهلك في مجتمع أو دولة ما لعدة مؤثرات خارجية؛ لذلك تابعوا معنا التالي للتعرف على أهم تلك العوامل.
شاهد المزيد:- توقعات الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي
العرض والطلب
يرتبط مفهوم العرض والطلب بالعملة المحلية حيث يؤدي زيادة عرض العملة في السوق إلى إنخفاض الطلب عليها ومن ثم تتراجع قيمتها مما ينعكس على القوة الشرائية لها والعكس صحيح عند زيادة الطلب على العملة تزداد قوتها الشرائية.
التوقعات الإقتصادية
ترتبط القوة الشرائية للعملة بالمؤشرات الإقتصادية في دولة ما والتي يمكن قياسها من خلال ” بيع التجزئة، الناتج المحلي، البطالة” حيث إنه كلما تراجع النمو الإقتصادي كلما أزدادت نسبة البطالة ومن ثم أدى ذلك إلى إنخفاض القوة الشرائية.
الإستقرار الإقتصادي
يتفاوت المستوى الإقتصادي في مجتمع ما ويتبدل ما بين التضخم والإنكماش وهو الأمر الذي يؤثر أيضًا على القوة الشرائية حيث يحدث التضخم الإقتصادي نتيجة إرتفاع أسعار السلع الذي يؤدي إلى تراجع الطلب عليها مما ينعكس بالإنخفاض في قيمة العملة والتراجع في القوة الشرائية وعلى العكس عندما يحدث انكماش اقتصادي تنخفض أسعار السلع ويزداد الطلب عليها وترتفع القوة الشرائية.
العجز التجاري
ينشأ العجز التجاري نتيجة زيادة واردات الدولة عن صادراتها حيث إنه كلما زاد العجز التجاري إنخفضت القوة الشرائية نتيجة لأن الدولة تتجه إلى دفع الكثير من العملات الأجنبية من أجل شراء السلع المستوردة.
القروض والإئتمانات
تلعب عملية القروض والإئتمانات دور مؤثر في القوة الشرائية حيث إنه كلما زادت القروض الممنوحة كلما زادت نسبة فوائدها مما يساهم في تحريك عجلة الإنتاج ويؤثر على القوة الشرائية بالزيادة.
العمالة والأجور
كما ذكرنا من قبل إن ارتفاع نسب البطالة يؤدي إلى خفض القوة الشرائية للعملة وبالتالي فأن زيادة نسبة العمالة يؤدي إلى زيادة في الأجور والدخل مما ينعكس بدورة على حركة وقوة الشراء ويساهم في تحريك عجلة الإقتصاد المحلي.