من هم أصحاب الأعراف وما مصيرهم
من هم أصحاب الأعراف وما مصيرهم ؟ ذلك السؤال الذي قد يكون الكثير من المسلمين لا يعلمون إجابته الصحيحة على الرغم من أنه؟ أحد الموضوعات الهامة التي أشار إليها القرآن الكريم، ليس في آية واحدة أو عدة آيات بل أنه. يوجد سورة كاملة في المصحف الشريف تعرف باسم سورة الأعراف، وهي السورة رقم 7 من ترتيب المصحف، وهي أحد السبع الطوال التي يبلغ عدد آياتها 206 آية وتقع في الجزء الثامن.
من هم أصحاب الأعراف
من الإجابة على سؤال من هم أصحاب الأعراف ؟ يجب أن نعلم، أنه يوجد أكثر من رأي يخص هذا الأمر، ولكن هناك رأي هو الأرجح والمتفق عليه بين معظم كبار العلماء في الدين الإسلامي خاصةً أنه رأي صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم أجمعين-، وهذا الرأي؟ هو أن اصحاب الاعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم.
فلم تكن الحسنات المتواجدة في صحيفتهم كافية من أجل دخول الجنة إلا أنها كافية وتمنعهم من دخول النار, كما أن سيئاتهم لم تصل إلى جعلهم من أهل النار، ولكنها منعتهم من دخول الجنة، ومنهم حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، الذي يقول في
عن ابن مسعود قال : … ” ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا ( سلام عليكم ) وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار ( قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويعطى كل عبد يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة ، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون ( قالوا ربنا أتمم لنا نورنا ) .
وأما أصحاب الأعراف : فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) فكان الطمع للنور الذي في أيديهم…”.
سبب تسمية اصحاب الاعراف
يرجع سبب تسمية أصحاب الأعراف بهذا الاسم إلى أن؟ هؤلاء القوم سوف يتواجدون يوم الحساب في مكان يُعرف باسم الأعراف، والذي يتواجد بين الجنة والنار؟ وينتظر هؤلاء القوم عليه حتى يحكم الله في أمرهم، ويعرفون مصيرهم. لذلك قال العلماء أنهم سوف يكونوا آخر الأقوام الذين سوف يعرفون مصيرهم سواء كان بدخول الجنة أو بدخول النار.
ما معنى الأعراف بالتفصيل
قبل التعرف على مصيرهم؛ يجب أولاً التعرف على معنى الأعراف بالتفصيل؟ والذي تعرفنا على معناه من القرآن الكريم، في قوله تعالى:
(وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون . وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين . ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون…).
وعليه؛ فإن الأعراف جاءت من كلمة عرف، وهو عن عبارة عن سور عالي متواجد بين الجنة والنار، باطنه الرحمة وظاهره العذاب. أما باطنه؛ فهو الذي يكون تجاه الجنة ويراه المؤمنون فيما يكون ظاهره تجاه النار ويراه القوم الكافرون. هذا ويتواجد فوق هذا السور اصحاب الاعراف الذين يرون كلِِ من أصحاب الجنة وأصحاب النار؛ فينادون ربهم؟ أن يجعلهم مع القوم المؤمنين ويدخلهم جنته وأن يبعدهم عن القوم الظالمين وعذاب النار.
ما مصير أصحاب الأعراف
جاء مصيرهم، في القرآن الكريمة، وذلك في الآية رقم 48 من سورة الأعراف، التي يقول فيها رب العزة:
( أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ).
اي أن اصحاب الاعراف سوف يكون مصيرهم الجنة، وقيل أنهم سوف يكونوا آخر أهل الجنة دخولاً ممن لم يدخلوا النار، ويدخلهم الله -سبحانه وتعالى- برحمته لا بأعمالهم ولا حسناتهم.
أقوال العلماء في أصحاب الأعراف
- هم قوم خرجوا إلى الغزو دون موافقة وأذن آبائهم؛ فقتلوا. مما جعل قتلهم في سبيل الله يمنعهم من دخول الله إلا أن عصيانهم لوالديهم جعلهم لا يدخلون الجنة. (أرجح الآراء بعد الرأي الأول).
- قيل أنهم أشخاص رضى عنهم أحد أبويهم لذلك ينتظرون على الأعراف حتى يحكم الله في أمرهم ويدخلهم الجنة.
- أحد أقوال العلماء في أصحاب الأعراف؛ أنهم من أصحاب الفترة وأطفال المشركين.
- هم أولو الفضل من المؤمنين؛ رفعهم الله على الأعراف وعلوا حتى يطلعوا على كلٍِ من أهل الجنة وأهل النار.
- قيل أنهم من الملائكة، وليسوا من البشر، يحبون أهل الجنة ويبكون على أهل. (الرأي الأضعف)، وتم استبعاد هذا الرأي لسببين، هما:
- قوله تعالى: (… وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ..)، والآية الكريمة هنا، تشير إلى أنهم رجالاً أي ذكور عقلاء، والملائكة لا يتم تقسيمهم إلى ذكور وإناث.
- قوله تعالى: (… ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون …)، هذا وقد قيل في تفسير هذه الآية، أن الملائكة غير محجوبين عن الجنة، حتى يطمعون في دخولها, كما أن الحيلولة بين الطامع وما يطمع فيه، يكون عذاب له، ولم يرد في أي من القرأن الكريم أو السنة النبوية عن وجود عذاب للملائكة.
من أصحاب الأعراف عند الشيعة
اتفق المذهب الشيعي مع اهل السنة في تعريف معنى الأعراف، وأنه مكان يتواجد بين الجنة والنار بحيث يتواجد عليه أصحابه، ولكنهم اختلفوا معهم في تعريف القوم الذين سوف يتواجدون على هذا السور أو الجبل؛ فنجد أن، أصحاب الأعراف عند الشيعة، هم: (رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ومعه الإمام علي -رضي الله عنه-، والأئمة من نسله وذريته كاملة”، هذا ويوجد أكثر من رأي عندهم فيما يخص تحديد هوية أصحاب الأعراف إلا أنه هذا الرأي الغالب بينهم.
في الختام؛ على الرغم من وجود خلاف بين العلماء فيما يخص أصحاب الأعراف ومصيرهم إلا أنه تم الاتفاق على أن أعمالهم في الدنيا لم تمكنهم من بلوغ الجنة، ولم تجعلهم يستحقون أن يخلدوا في النار لذلك سوف يكون هؤلاء آخر من يدخل الجنة من أهلها