ما حكم البخور في رمضان
الصيام في شهر رمضان الكريم به العديد من الأحكام الشرعية، والتي على الرغم من كثرتها. إلا أنه يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعلموها؟! لأنها قد تكون سبباً في إفساد صيامهم في الشهر الكريم عن جهل ودون دراية، وأحد هذه الأحكام؟ تلك التي تخص حكم البخور في رمضان، والذي قد يظن البعض خطأً أنها مسألة لا تحتاج إلى الرجوع إلى أهل العلم أو التعرف على الأحكام الشرعية. إلا أن هذا سوف يتضح أكثر عندما نوضح الحكم الخاص بهذه المسألة في هذا التقرير.
هل رائحة البخور تُفطر في رمضان
يوجد خلاف واسع بين علماء الدين فيما يخص الإجابة على سؤال “هل رائحة البخور تُفطر في رمضان؟” حيث انقسمت الآراء حول هذه المسألة إلى أكثر من رأي, كما سوف نوضح فيما يلي:
- أصحاب الرأي الأول: أن البخور يفسد الصيام ويفطر. طالما له دخان قد وصل إلى الحلق. إلا أن ذلك يتوقف على ما إن كان الإنسان متعمداً أم لا.
- أصحاب الرأي الثاني: البخور يفسد الصيام. طالما وصل الدخان الخاص به إلى الحلق سواء كان عن عمد أو غير عمد.
ما حكم البخور في رمضان
قال جمهور العلماء أن حكم البخور في رمضان يختلف؟ فمثلاً إن قام الصائم بإشعال البخور في نهار رمضان دون استنشاقه ليس فيه شيء، ولا يفطر، ولكن إن وصل الدخان المنبعث من البخور إلى الحلق عن طريق الاستنشاق؟ فإنه في هذه الحالة يفسد الصيام، لأن البخور له جرم “دخان” إن دخل إلى الجوف عن طريق الحلق أفسد الصيام، وعليه؟ فإن من يستنشق هذا الدخان، يجب عليه الإمساك باقي اليوم، ثم يقضي هذا اليوم عقب انتهاء شهر رمضان الكريم.
حكم استنشاق البخور من غير قصد
مثلما اتفق جمهور العلماء على أن وصول دخان البخور إلى الجوف، يؤدي إلى إفساد الصيام، ويجب على الصائم قضاء هذا اليوم بعد انقضاء الشهر الكريم. فإنهم قد اتفقوا على أن حكم استنشاق البخور من غير قصد، هو أنه لا أثم على مَن حدث له ذلك، ويكون صومه صحيح ولا يجب عليه القضاء. إلا أنه يجب أن هناك بعض الآراء تختلف مع هذا الرأي، وترى أن استنشاق البخور في نهار رمضان سواء كان من غير قصد أو عن قصد يفطر.
إلا أن هذا الرأي هو الأضعف بين الآراء، وقال العلماء أنه من الأفضل الأخذ بالرأي الأول. بصفة خاصة للأشخاص الذين يعملون بِصناعة البخور حيث قالوا أن صانع البخور الذي يتسبب عمله في وصول الدخان إلى الجوف في الكثير من الأحيان؟ صومه صحيح ولا يوجد عليه قضاء بعد رمضان.
حكم البخور في رمضان عند المذاهب الأربعة
مثلما وجد خلاف بين العلماء فيما يخص حكم استخدام البخور في نهار رمضان؛ فإن هذا الخلاف ممتد بين الأئمة الأربعة. فنجد أن حكم البخور في رمضان عند المذاهب الأربعة، منقسم إلى قولين، هما كالتالي:
- المذهب المالكي: البخور يفسد الصوم سواء كان استنشاقه عمداً أو دون قصد؟! وقالوا أنه معروف أن البخور له جرم أي دخان، والذي يصل إلى الحلق الذي يعد جوفاً. مما يفسد الصيام، وهذا الأمر يمكن اجتنابه. لذلك قال أصحاب المذهب المالكي: أن كل ما ينبعث منها روائح ودخان ومعروف ذلك عنه مثل البخور، يفسد الصوم ويجب على الإنسان القضاء بعد انتهاء رمضان.
- المذهب الحنفي والحنبلي: استنشاق البخور عن عمد مع وصول الدخان إلى الحلق؟ يؤدي إلى إفساد الصوم. أما إذا شمه الإنسان دون استنشاق أو تعمد بفتح الفم؛ فإن الصائم صومه صحيح، وليس عليه قضاء، وهذا هو الرأي الراجح بينهم.
- المذهب الشافعي: لا يرون ضرراً من استنشاق البخور أثناء نهار رمضان، وأنه لا يفسد الصوم. هذا الرأي هو أضعف الآراء.
ويمكن التعرف على أصحاب المذاهب الأربعة بالتفصيل، من خلال موقع إسلام ويب أحد أكبر المواقع الإسلامية في الوقت الراهن.
حكم البخور في الصيام دار الإفتاء
جاء حكم البخور في الصيام دار الإفتاء، مقسماً إلى حالتين, هما كالتالي:
- البخور لا يفطر: لأنه ليست من المفطرات. إلا أن الأفضل للصائم تركه في نهار رمضان لأن السنة في الصيام ترك هوى النفس من الملذات والشهوات وتعويد النفس على ذلك.
- البخور يفطر: في حالة ابتلع الإنسان البخور، وهو أمر صعب. إلا أنه في هذه الحالة يفسد الصيام.
حكم البخور في رمضان لابن باز
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم البخور في رمضان، أنه جائز شرعاً ولا يفطر، ولكن دون استنشاقه. أي أن ابن باز قد أباح اشعال البخور في نهار رمضان، ولكن دون استنشاق الدخان وعدم الوصول إلى الحلق؛ فإن حدث ذلك؟ يجب على الصائم الإمساك باقي يومه ثم القضاء بعد انتهاء شهر رمضان.
حكم إشعال البخور في رمضان ابن العثيمين
قيل عن حكم إشعال البخور في رمضان ابن العثيمين والتطيب به، أنه لا بأس من إشعال البخور في نهار رمضان؟! وقد اتفق هذا الرأي مع رأي الشيخ ابن باز -رحمه الله-؛ حيث حدد ابن عثيمين -رحمه الله-، أن يكون هذا الإشعال بدون الاستنشاق للدخان المنبعث من البخور؟ حتى لا يصل الجرم المنبعث من البخور إلى الحلق مما يؤدي إلى وصوله إلى جوف المعدة وإفساد الصيام.
حكم استعمال الطيب في نهار رمضان
لا يوجد خلاف بين علماء الدين فيما يخص حكم استعمال الطيب في نهار رمضان، والمقصود هنا؟ كل ما له رائحة دون دخان أو جرم خاص به، وبالتالي فهو لا يصل إلى الحلق أو الجوف حتى وإن تم استنشاقه. مثل الصابون والعطور وغيرها. حيث أكد جمهور العلماء، ومن بينهم ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله-، أن استخدام العطور والطيب في نهار رمضان لا يفسد الصيام حتى وإن شمه الإنسان مثله مثل رائحة الورود
هل العطر يفطر الصائم عند المالكية
اختلف أصحاب المالكية في حكمهم الخاص باستعمال الطيب والروائح الذكية المختلفة في نهار رمضان حيث جاءت الإجابة على سؤال “هل العطر يفطر الصائم عند المالكية؟” بأنه يختلف الحكم وفقاً للعطر الذي يشم الصائم رائحته كالتالي:
- يفطر: إن كان له دخان أو جرم، مثل البخور والطعام، ولكن في حالة الطعام؟ يفرق بين صانعه وبين الآخرين، وما إن كان استنشاق الدخان عن قصد أو غير قصد.
- لا يفطر: إن كانت روائح ليس له دخان مثل شم الزهور أو العنبر والمسك، وغيرها من الطيب.
الفرق بين الشم والاستنشاق
من خلال ما سبق ذكره في الفقرات؛ فإنه يلاحظ وجود فرق بين الشم والاستنشاق؟ والدليل أن حكم البخور في الصيام اختلف عند البعض، ما إن شمه الإنسان أو استنشقه؟ ، وبناء عليه وجب علينا أن نوضح الفرق بينهما حتى يعلم الصائم الفعل الخطأ لتجنبه أثناء الصيام.
- الشم: إدراك الروائح بالأنف دون تعمد سواء كانت هذه الروائح ذات دخان أو بدون.
- الاستنشاق: العمد في جذب الرائحة للإنسان عن طريق أخذ نفس عميق سواء كان عن طريق الأنف أو الفم. مما يؤدي إلى وصولها إلى الجوف، في حالة كانت ذات جرم.
دليل أن الاستنشاق يُفطر من السنة
جاء دليل أن الاستنشاق يفطر من السنة النبوية الشريفة، في أحد الأحاديث الصحيحة التي ثبتت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والذي دعا فيه إلى عدم المبالغة في الاستنشاق, كما يقول -صلوات الله عليه وتسليمه-:
«أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً».
وعلى الرغم من أن الحديث، كان يتحدث عن الاستنشاق بالماء. إلا أنه بالقياس، قال علماء الدين: أن الاستنشاق بأي شيء ومنه الدخان الذي يصل إلى الحلق، ومنه إلى جوف المعدة؟ لا يجوز في الصيام يؤدي إلى إفساده, كما سبق وأن وضحنا. هذا ويمكنكم التعرف على كل المفطرات الكاملة التي تؤدي إلى إفساد الصيام، من خلال الرجوع إلى هنا.
ختاماً؛ على الرغم من أن معظم الآراء قد أباحت التعطر بالبخور طالما لم يصل الدخان إلى الحلق، وحتى وإن وصل إلى الحلق دون تعمد؛ فإنه لا يفطر. إلا أنه من الأفضل أن يتجنب الصائم كل الأمور التي يوجد فيها خلاف بين العلماء. خاصةً إن كان الصائم ليس مجبراً أو في حاجة ماسة إليه.