تقرير عن فن الرزحة العمانية
تقرير عن فن الرزحة يوضح لنا ما تتميز به سلطنة عمان من فنون، حيث تشتهر الدول العربية بكون كل دولة تمتلك ثقافة فنون شعبية خاصة بها، وغالبًا ما تجرى هذه الفنون في المناسبات الشعبية والاحتفالات الوطنية، وهذا حتى يتم إحياء التاريخ العتيق في الدولة، وتشتهر دول شبه الجزيرة العربية بهذا الأمر والذي يعود للقبائل العربية الأصيلة.
معلومات عن فن الرزحة
فن الرزحة هو فن مشتق من فعل الرزح والذي يعني سقوط الشخص على الأرض من شدة التعب، وهو فن من الفنون التي تتم فيها المبارزة بالسيوف، وهو واحد من الفنون الشعبية العمانية العريقة التي يشارك بها الرجال فقط، وغالبًا ما يُقام في المناسبات الوطنية الشهيرة، وينتشر هذا الفن في جميع ولايات السلطنة.
يبدأ ذلك الفن من خلال تقدم الرجال إلى الصفوف حاملين السيوف والتروس، ويبدؤون في إلقاء بعض الأبيات الشعرية المتبادلة للتحدث عن شجاعتهم وفخرهم وعزتهم وكرامتهم بأسلوب هجائي، كما أن هناك موسيقى شعبية تتخلل هذه الأبيات باستخدام العديد من الآلات من أهمها الطبل العماني والذي يستخدمه الطبالون حتى تتناسب أصوات القرع مع الأبيات الملقاة.
كما يعتبر من الفنون التعبيرية الجسدية والتي تعبر عن أحاسيس المواطنين في المناسبات المختلفة، ويمكن أن يُقام أيضًا بعد الانتصار على الأعداء، أو في بعض المسيرات التي تدعو المحاربين للمدافعة عن وطنهم بكل فخر، بالإضافة إلى أنه يجرى في بعض المناسبات الاجتماعية مثل الزواج.
وبه يرتدي الرجال زي عماني تقليدي حاملين الأسلحة التقليدية، ويمكن أن يتم السماح للأطفال الصغار بالمشاركة به، وفي بعض الحالات يمكن أن يجرى للنساء في بعض الحالات الاجتماعية مثل استقبال مولود جديد، وينتشر في جميع الولايات وعلى وجه الخصوص مسقط.
هذا بالإضافة إلى الشرقية والباطنة والداخلية وبعض ولايات المنطقة الوسطى، ومحافظة مسندم، أما في المنطقة الجنوبية فيشتهر فن الهبوت والذي يختلف عن الرزحة في بعض الأشياء البسيطة والتي يلاحظها الخبراء والدارسين للفن العماني.
لا يفوتك أيضًا: تردد قناة عمان الثقافية Oman TV Cultural
أنواع فن الرزحة
من أهم ما يجب أن نطرحه عن الرزحة هو أنواعها، وهذا لوجود الكثير من الأنواع والتي تُصنف وفقًا لحركة المشاركين بها وسرعة حركتهم والإيقاع ونوع الشعر المستخدم، كما أنها يمكن أن تختلف تبعًا للمناسبة والموضوع الذي يجعل الشعراء يرتجلون من أجله، ويمكن أن نتطرق إلى أنواعها في الآتي:
1- رزحة الهمبل
يُعرف هذا النوع باسم المسيرة أو المشية أو الهبية، وهو عبارة عن خروج الرجال من مكان الرزحة أو الذهاب إلى مكان الانعقاد، ويبدأ الهمبل باستخدام إيقاع ثنائي يحفز النشاط في نفوس المشاركين، ثم يجتمع الرجال ويبدؤون المسير في الهمبل سويًا، ويسيرون في البداية وهم حاملين السيوف والبنادق، وفي المقدمة يسير العازفون وقارعي الطبول.
وغالبًا ما يسير طبالان في الأمام ويكون واحد منهم يطبل على الكاسر والآخر على الرحماني، ثم يواجهان صفوف الرجال، ويرافقهما نافخ البرغام باستخدام بعض الإيقاعات المتقطعة حتى تجعل المزيد من الرجال ينضمون إلى الهمبل، بينما الرازحين يقفون في صفوف ذات أعداد صغيرة ومتتالية، ويتم ترك مسافة حتى يقدرون على رفع الأسلحة للأمام وللأعلى.
وتكون الخطوات المتخذة في الصفوف الأمامية أسرع حتى تتناسب مع إيقاع العزف الذي يدل على الشجاعة والإقدام، كما أنهم يرددون شعر المديح والسلام الوطن، ومن أهم أشعار الهمبل “حنا بروج المخايل والرعود الجوية تشهد لنا القبايل يوم حل اللجية”
لا يفوتك أيضًا: أجمل معالم سلطنة عمان بالصور والمعلومات
2- رزحة اللال العود
من أهم المعلومات عن فن الرزحة هو رزحة اللال العود، والتي تدل على الرزحة الخاصة بكبار الشعراء وكبار رازحي السيوف، وأتت تسميتها من أداة العود عند سكان شبه الجزيرة العربية، ويعتبر الإيقاع الخاص بها ثلاثي رخيم يحمل الكثير من معاني الوقار، وبه ينسجم المشاركون مع كبار الشعراء ومن يتبادلون الشعر.
3- رزحة القصافي
هي أهم نوع من الرزحة ثنائية وثلاثية الإيقاع السريع، وبها يتقدم صفين متقابلين من الرجال يؤدون الرقصات ويرددون الأبيات الشعرية، ثم يتبادلونها ويرددونها في الصفوف الأخرى، ويدخل الطبالون بين صفوف الراقصين، وفي هذا النوع يغلب عليه أبيات شعر البحر القصير، ويستخدم لأغراض متنوعة مثل المدح والنصح، ومن أهم أشعاره “أول سلامي على الديرة وانتو عليكم سلام الله الحصن ناشر بناديره خسران لي يخون عهد الله”
لا يفوتك أيضًا: ما هو اسم عاصمة الأردن
أهم الآلات المستخدمة في فن الرزحة
لا يمكن أن نتحدث عن فن الرزحة ولا نذكر أهم الآلات المستخدمة به، والتي غالبًا ما تختلف وفقًا للنوع المستخدم، ويمكن أن نعرضها في الآتي:
النوع | الآلات |
فن الهمبل | الطبل الكاسر، الطبل الرحماني، البرغام |
رزحة القصافي | الطبل الرحماني، الكاسر بأنواعه القصير والمفلطح. |
الفنون الشعبية هي إحدى الطرق التي تعبر بها الشعوب عن مناسبتها، كما أنها تستخدم منذ القدم في المناسبات المختلفة، وتمتاز كل دولة بامتلاك نوع غير الدول الأخرى.