ما حكم الحلاقة في العشر الأوائل من ذي الحجة

ما حكم الحلاقة في العشر الأوائل من ذي الحجة

ما حكم الحلاقة في العشر الأوائل من ذي الحجة ؟ وما هي الحكمة من ذبح الأضحية؟ حيث مع يعد شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة وذلك لأنه يبدأ بالعشر الأوائل ومن ثم أيام عيد الأضحى المبارك، لذا فهو من الأيام التي تكثر بها نفحات الإيمان والبركة، لذا حرص موضوعنا اليوم أن يقدم لكم كافة المعلومات التي تتعلق بحكم الحلاقة في هذا الشهر وفقًا إلى السنة النبوية.

حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة

حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة

في الأيام التي تسبق قدوم العشر الأوائل من ذي الحجة تكثر الأسئلة بين المسلمين حول بعض الأمور التي يحدث خلاف عليها، ومن خلال موضوعنا اليوم سوف نتعرف بشيء من التوضيح حول حكم الحلاقة في ذي الحجة، حيث ورد في السنة النبوية أن الأضحية من الأعمال التي تقام في هذه الأيام نظرًا لأنها سنة مؤكدة.

نظرًا لما جاء في الحديث النبوي الشريف:

“ضَحَّى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا”، وأيضًا لما جاء في “سنن” ابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم قال: “مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا”. كما روى الإمام البيهقي عن حذيفة بن أسيد رضى الله عنه قال: “لَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِى اللهُ عَنْهُمَا وَمَا يُضَحِّيَانِ عَنْ أَهْلِهِمَا خَشْيَةَ أَنْ يُسْتَنَّ بِهِمَا”.

كما أنه من السنن المؤكدة عدم إزالة الشعر للشخص المضحي سواء من رأسه أو ذقنه، كما يجب تجنب قص الشعر، والابتعاد عن تقليم الأظافر وما شابه، وأن ذلك غير مستحب بدءً من اليوم الأول لذي الحجة إلى يوم ذبح الأضحية، وذلك وفقًا إلى:

” عن أم سلمة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: “إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّى، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”، في رواية أخرى في “مسلم” أيضًا: “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّى، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ”، فيكره له إزالة شعره أو تقليم أظفاره، ولا يَحْرُم.

لما أخرجه البخاري في “صحيحه” عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وأرضاها قالت: “كُنْتُ أَفْتِلُ قَلاَئِدَ هَدْى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ، فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إِلَى الكَعْبَةِ، فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِمَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ مِنْ أَهْلِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ”.

لذا يمكننا أن نؤكد لكم أن حلاقة الشعر في ذي الحجة من الأعمال المكروهة حيث لا ينبغي على المسلم حلق الشعر إلا بعد الانتهاء من الأضحية، كما يمكننا أن نقدم لكم رأي الإمام ابن قدامة الحنبلي الخلاف في هذه المسألة، فقال في “المغنى”:

“ومن أراد أن يضحى فدخل العشر، فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئًا … قال القاضي وجماعة من أصحابنا: هو مكروه غير محرم، وبه قال مالك والشافعي، لقول السيدة عائشة رضى الله عنها: “كُنْت أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ ثُمَّ يُقَلِّدُهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا، وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللهُ لَهُ، حَتَّى يَنْحَرَ الْهَدْى” متفق عليه.

لا يفوتك أيضًا: موعد صيام العشرة الأوائل من ذي الحجة

هل يمتنع أهل المضحي عن قص شعرهم؟

من خلال تعرفنا اليوم على حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، وجد أنه لا يلزم أهل المضحي بعدم حلق شعرهم، والأمر يقتصر فقط على المضحي:

 ” قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: “أن التحريم خاص بمن يضحي، وعلى هذا فيكون التحريم مختصاً برب البيت، وأما أهل البيت فلا يحرم عليهم ذلك”.

حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضحى عن أهل بيته ولم يرد إلينا من السنة النبوية أنه كان يلزمهم بعدم قص شعورهم أو أظافرهم وإذا كان هذا الأمر منهى عنه كان أخبرنا عبر الأحاديث النبوية الشريفة.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز للمضحي مجامعة زوجته في العشر من ذي الحجة

الحكمة من منع قص الشعر والأظافر للمضحي

حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة

الحكمة من عدم حلق المضحي إلى شعره وأظافره جاء رغبة من عتق جميع أجزائه من النار، حيث:

  • قال المناوي في فيض القدير: “فليجتنب المضحي إزالة شعر نفسه ليبقى كامل الجزاء فيعتق كله من النار.
  • قال التور بيشي: كأن سر ذلك أن المضحي يجعل أضحيته فدية لنفسه من العذاب حيث رأى نفسه مستوجبة العقاب وهو القتل.

لا يفوتك أيضًا: ما هو أجر صيام عشر ذي الحجة

هناك الكثير من الأحكام الدينية التي ظهرت بشأن الأمور التي تتعلق بالأيام العشر من ذي الحجة، وذلك في إطار إنارة المسلم بما يستحب فعله وبما ينهي عنه في الدين الإسلامي.

إغلاق