لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة

لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة

لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة؟ وهل يسعى الرجل إلى الارتباط بذات الذكاء المحدود؟ يرتبط تقبل الرجل للمرأة المثقفة بمدى ثقته بنفسه، فعندما يرى الرجل أن النجاح هو حليف الذكور فحسب لا يعترف بأن ثمة نساء ناجحات، وكذلك الحال للرجل المتغطرس في ثقافته وعقله، لا يرى أن ناقصة العقل تمتلك قدرًا وافيًا من رجاحته.. فهل خوف الرجال من هذا النوع من النساء حقيقة أم محض خيال؟

لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة؟

لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة

من أكثر ما يميز المرأة ويضفي عليها جمالًا من نوع خاص أن تكون مثقفة، مُلمة بكافة الأمور، لديها في عقلها الواعي معارف شتى، استطاعت جمعها إثر الخبرة الحياتية والكثير من البحث والتفنيد.. امرأة عقلها لا يُحدد بمجال معين، لا تختزن طاقاتها مُجحفة إياها في المنزل فحسب، فتعد زوجة كجزء من كيانها لا كله، تلك المرأة التي بوسعها أن تُحاربك بسيف العقل والحكمة لتخرج منتصرة، والتي لديها من الثقافة الواسعة ما يخول لها التحاور مع أكثر الرجال نجاحًا ورجاحة عقل.

تلك التي يستهويها كتاب تقرأ خير من كلام حبيبها المعسول في منتصف الليل، والتي تبعث ثقافتها ثقة زائدة في نفسها فتصير كيانًا لا مجال لكسره ولو بكلمة، فلا ترى في نفسها ضعفًا حتى تُظهره للاستنجاد برجل ما، ولا يُشترط أن تكون ذات تعليم جامعي عالٍ، فالثقافة ليست محدودة على المناهج الدراسية إنما نطاقها أوسع وأشمل.

امرأة بتلك المواصفات الفريدة يجد فيها الرجل الناجح ضالته، ذلك من يسعى إلى الزواج من امرأة تزيده نجاحًا وتُضفي على حياتهما معًا الكثير، فتصير سندًا له وعونًا على اكتساب المزيد من المعارف.. لكن لا تجد هذا النوع من النساء مطلب لبقية الرجال، ممن يسعون إلى الزواج من امرأة لكونها امرأة، أنثى يجعلها ملكة متوجة، تبني له بيتًا وتُنشئ له أولادًا صالحين، ولا نعني أن ذلك المطلب بالهيّن، إلا أن ما يعنينا أن أغلب الرجال يخافون من المرأة المثقفة، فكلٌ يبحث عن امرأة تتفق مع مطالبه ورغباته.

لذا هناك حقيقة نعاصرها لا مجرد إنشاء مفادها أن أغلب الرجال يبحثون عن المرأة العادية ذات الذكاء المحدود حتى يتسنى لهم الشعور بالسلطة والتسلط، بيد أن المرأة الذكية المثقفة تناقشه في أي رأي وقرار، كما لا يقوى على التلاعب بعقلها وسجيّتها، فهي تكشف ألاعيبه الخفيّة في صمت.

كما أن هناك سببًا آخر يجعل الرجل خائفًا من المرأة المثقفة، ليس خوفًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بقدر ما هو شعور بالضعف أمامها، فهي ذات عقل واعي لا يقتصر دورها على أمر معين بل من الممكن أن يفوق أهمية دوره كرجل، لاسيما إن كان رجلًا ذو تقاعس فكري، وذلك هو التفسير للسؤال المطروح لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة، مع العلم أن القاعدة بها استثناء فليس كل الرجال سواء.

لا يفوتك أيضًا: متى يحقد الرجل على المرأة ؟ ولِمَ يكرهها

ماذا يعني هروب الرجل من امرأة مثقفة؟

في ظل التحديات المعاصرة أصبحت المرأة ذات دور بيّن في إثبات أن الثقافة العالية من أهم متطلبات كونها زوجة ناجحة، فهذا ما يدفعها إلى النجاح الأسري، وهنا يجدر شكر كل من دعم أنثاه صادقًا إياها في اكتساب المزيد من العلم والمعرفة، فهو ذو العقلية المتفتحة، الواثق من نفسه فلا يهرب من امرأة مثقفة ولا يود أن يُقارن بها.

أما الذي يخشى الزواج من تلك المرأة، فهو دلالة على اضطراب شخصيته ومعاناته من النقص، علاوة على جهله بالعلم وأنه غير مقتصر على جنس من الأجناس، فالاستزادة من العلم والثقافة بين الزوجين ما هو إلا سبيلًا لحياة زوجية طيبة مستديمة.

لا يفوتك أيضًا: الشخصية التي تجذب غالبية الرجال وما الذي يحبه الرجل في المرأة ؟

هل يبحث الرجل المثقف عن امرأة أقل ثقافة؟

بناءً على ما ذكرناه آنفًا في إجابة السؤال المطروح “لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة” نجد أن أغلب شباب اليوم يبحثون عن أولوية الجمال في المرأة قبل الارتباط، إلا أن الجمال بذاته له مقاييس، فمن الممكن أن تجد نمطًا من الرجال يفضل جمال المرأة الكامن في ثقافتها ورجاحة عقلها، ولا عجب في ذلك وهو الناضج الواعي الذي يبحث عمن تشاركه فكره وترتبط به نفسيًا وفكريًا في المقام الأول.

فالرجل المثقف يبحث عن صاحبة رأي ومنطق وبيان، لا يبحث عمن تُلقي على عاتقه ألواحًا من التفاهات فتنتقص من عقله، بل عن تلك التي تشد من أزره في ظل أزمات الحياة وتقلباتها الصعبة، وتشاركه قراراته المصيرية، لا يُشترط أن تكون فاتنة في جمالها، فجمالها نابع من كينونتها في ناظريه.

هذا وهو يُلقي اعتبارًا بالأسرة فيما بعد، فالمرأة المثقفة ستنشيء أجيالًا واعية، وتعمل على تربيتهم بطريقة قويمة، فالحياة اليوم لا تحتاج إلى “أمينة” بخنوعها وانعدام مقاومتها، بل تحتاج إلى عاقلة قادرة على التعامل مع المتغيرات، قوية الشخصية مُحسنة التصرف.

لا يفوتك أيضًا: هل يخاف الرجل من صمت المرأة

المرأة المثقفة محبوبة لا مرغوب فيها

لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة

جدل واسع حول إجابة السؤال المطروح من النساء والرجال على السواء “لماذا يخاف الرجل من المرأة المثقفة”.. فالأمر لا يحتمل إجابة واحدة تفي بكل الزوايا، حيث إن المرأة المثقفة ربما تملأ عقل الرجل لا قلبه.. تثير فضوله لكنه لا يود الاعتراف بسطوتها، تُعجبه لكن لا يصل الأمر به إلى الحب والزواج.

فقد يُفكر الرجل -حتى وإن كان على قدر من الوعي والثقافة- ألف مرة قبل الارتباط والزواج، الأمر الذي يعتري أذهاننا بأكثر من تساؤل:

  • هل صحيح أن المرأة المثقفة من شأنها كشف نقاط الضعف لدى الرجل لذلك يفر منها؟
  • من هي المرأة المثقفة.. تلك التي ذكرنا صفاتها آنفًا؟ أم هي ذات السطوة المتعالية ذات العقل المتفتح التي لا ترغب في كيان ما وإن كان ذكوريًا أن يفرض سطوة عقله عليها؟

فعلى الرغم من أن المرأة المثقفة يُمكن أن تكون خير سندًا لزوجها ومعين دون جهد منه، إلا عليها أن تكون أكثر ذكاءً، فما زال الرجل رجلًا، يبحث عن القوامة أينما كانت، ولا يستهويه الضعف وإن كان أمام أنثاه، فلا يجب أن تتخلى عن أنوثتها كامرأة أثناء نجاحها العملي والعلمي، ولا يجب أن تجد في ثقافتها مدعاة لاستشعار التفوق على من ترغب في الارتباط به.

فالأمر لا يتطلب بين الطرفين إلا التكامل والتشارك الفكري والتفاهم في كل شيء، حتى يكون توافقًا بحق.. هذا ما يتطلب من المرأة أن تكون مثقفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فتدرك تمامًا كيف لها أن تجمع بين الوعي والذكاء والثقافة والأنوثة والجمال.. حتى لا يخشى الرجل بعد من امرأة مثقفة!

من قصور الفكر الذكوري الاعتقاد بأن حواء خلقت لعملية إنجابية بحتة، وأن الثقافة من اختصاص الرجال ليس إلا.. لذا يخشى الرجل من أن تنازعه امرأة مثقفة هادمة لذلك الاعتقاد السائد.

إغلاق