من هو الصحابي الذي رأى الأذان في المنام

من هو الصحابي الذي رأى الأذان في المنام

الصحابة هم أخيار القوم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعاصروه ونصروه وبقوا على عهده في حياته وبعد مماته، إذ قدم كل صحابي جليل ما لديه من مال وقوة ووقت وجهد لنشر الدعوة الإسلامية، فلم يتوانى أي صحابي في مساندة رسول الله لتبليغ رسالته، فهم أنصاره في الدنيا ورفاقه في الجنة، فكل من لقي النبي وأسلم عن ظهر قلب ومات على الإسلام فهو من صحابته.

الصحابي الذي رأى الأذان في المنام

يعرف الصحابي الذي رأى الأذان في المنام بعبد الله ابن زيد الانصاري، وهو عبد الله ابن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة، من قبيلة بني جشم بن الحارث ابن الخرج الأنصاري، حيث إنه من سادة القوم وأكثرهم رفعة[ref]https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=212&bk_no=60&flag=1[/ref].

كما أنه من أوائل الناس الذين دخلوا في الإسلام وناصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد العقبة وبدر، ويقال أنه دعا على نفسه بالعمى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فأصابه العمى وتوفي في العام الثاني والثلاثين من الهجرة عن عمر أربعة وستون عام بالمدينة المنورة ودفن فيها.

من هو الصحابى الذى راى الاذان فى المنام

شاهد أيضًا: دعاء بعد الأذان مكتوب

قصة الأذان في الإسلام

يعتبر الأذان أحد الشعائر الأساسية في الدين الإسلامي، حيث يعرف الناس مواقيت الصلاة بسماع الأذان، والذي يعرف لغويًا، بأنه الإعلام والإجهار بالشيء، ولم يكن الأذان معروف في بداية الدعوة إذ كان يصلي المسلمون خفية، خوفًا من بطش الكفار واضطهادهم.

إلى أن قوى الإسلام وامتدت جذوره في كل بقاع الحجاز وأقيمت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فجهر المسلمين بالأذان والإقامة وركعوا وهللوا فرحين بشعائرهم المباركة

في بداية الأمر وعند هجرة الرسول للمدينة المنورة، كان المسلمون يجتمعون في مواقيت الصلاة، ثم ينصرف كل منهم لحياته، ولكن كان يفكر النبي صلى الله عليه وسلم، في طريقة يجمع بها المسلمين وقت الصلاة، فالبعض أقترح رفع راية عندما يراها الناس يأتون للصلاة

والبعض اقتراح إشعال نار فوق جبل، والبعض أشار باستخدام بوق لإخبار الناس وآخرين أشاروا بناقوس، ولكن كل الأفكار لم تلقى ترحاب من الرسول فالراية والنيران لم يوقظ النائم.

والبوق والناقوس يستخدمهم اليهود، إلى أن أعز الله عبد الله بن زيد برؤية كريمة ثم رآها عمر بن الخطاب أيضًا، إذ رأى الأذان في المنام، فقال عبد الله بن زيد في قصة الأذان:

أفَلَا أدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِن ذلك؟ فقلتُ له: بلى، قال: فقال: تقولُ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، حَيَّ على الفلاحِ

اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ. قال: ثمَّ استأخَرَ عنِّي غيرَ بعيدٍ، ثمَّ قال: وتقولُ إذا أقَمتَ الصلاةَ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، قد قامَتِ الصلاةُ، قد قامَتِ الصلاةُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ

فلمَّا أصبَحتُ، أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرْتُه، بما رأَيتُ فقال: إنَّها لرُؤْيا حَقٍّ إنْ شاء اللهُ، فقُمْ مع بلالٍ فأَلْقِ عليه ما رأَيتَ، فلْيُؤذِّنْ به، فإنَّه أَنْدى صوتًا منكَ، فقُمتُ مع بلالٍ، فجعَلتُ أُلقِيه عليه، ويؤذِّنُ به، قال: فسمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ الخطابِ

وهو في بيتِه، فخرج يجُرُّ رِداءَه، ويقولُ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ يا رسولَ اللهِ، لقد رأَيتُ مِثلَ ما رأَى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فللهِ الحمدُ [ref]الراوي : عبدالله بن زيد المازني الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء | الصفحة أو الرقم : 12/ 198 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح [/ref]

صحابي مؤذن رسول الله

الصحابي الجليل الذي كان يؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، هو بلال بن رباح القرشي التيمي، وكان عبدًا إلى أن حرره أبي بكر الصديق، فكان يقول عمر بن الخطاب عن بلال، سيدنا أعتق سيدنا، وكان يتميز بلال بصوته العذب الجميل.

فعندما رأى عبد الله بن زيد الأنصاري الأذان في المنام وأخبر النبي، دله على بلال وقال له قل له كلمات الأذان ليجهر بها في الناس ويناديهم للصلاة في مواقيتها.

كما كان بلال شديد الخلق وبشره النبي بالجنة، فقال له يا بلال بما سبقتني إلى الجنة، إنني دخلت البارحة فسمعت خشخشتك أمامي.

شاهد أيضًا: فضل الدعاء بين الأذان والإقامة

هل الأذان من الوحي أو اقتراح من صحابي

يعتبر الأذان أمر من الله عز وجل، لأنها رؤية حق رآها أحد الصحابة الصالحين وأقر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فهو لم يكن اقتراح أو فكرة، بل كان هدي من الله عز وجل، ليعز بها عبد الله بن زيد الأنصاري، كما تكررت الرؤية مع عمر بن الخطاب، دلالة على أن الأذان لم يكن اقتراح من شخص.

لماذا عرف الأذان بنداء السماء

يعرف الأذان بأنه نداء السماء، لأن الله تعالى من شرع الصلاة ووضع مواقيتها، فينادى المؤذن في المسلمين فيقوموا لله ركعًا خاشعين، وكل من يسمع الأذان من خلق الله يشهد للمؤذن يوم القيامة أنه جهر بكلمات التوحيد وذكر الناس بالصلاة والعبادة، وهذا جزائه عظيم.

الصحابي الذي رأى الأذان في المنام

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال من الصحابي الذي رأى الأذان في المنام، والذي تعرفنا من خلاله على الصحابي الجليل عبد الله بن زيد الأنصاري، وعرضنا قصة الأذان الذي يذكر الناس بمواقيت الصلاة ويوقظ النائم للعبادة، كما عرفنا من هو مؤذن النبي الكريم وبعض من التفاصيل حول الأذان.

إغلاق