يبلغ استهلاك مصر من اللحوم سنويًا 1 مليون طن تنتج 50% منها محليًا

لتلبية الطلب المتزايد على اللحوم في مصر، يتعين على البلاد مواجهة تحديات عديدة لزيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات حيث أشار العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر، إلى أن استهلاك مصر من اللحوم يصل إلى مليون طن سنويًا نصفها تقريبًا يأتي من الإنتاج المحلي، وهذا يعني أن النصف الآخر يعتمد على الاستيراد من الخارج، ما يفرض تحديات اقتصادية ولوجستية كبيرة.

يبلغ استهلاك مصر من اللحوم سنويًا 1 مليون طن

من أبرز التحديات التي تواجه الإنتاج المحلي من اللحوم هو ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بدول الاستيراد التي تتمتع بمزايا تنافسية مثل توافر المراعي المعتمدة على الأمطار وانخفاض تكاليف العمالة وفي محاولة لمواجهة هذه التحديات، يعمل جهاز مستقبل مصر على تنفيذ مشاريع مستدامة تهدف إلى تحسين جودة وكفاءة الإنتاج الحيواني المحلي.

في هذا السياق افتتح الغنام المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، والذي يعد خطوة هامة نحو تعزيز الأمن الغذائي المصري، والمشروع يهدف إلى إدخال تقنيات حديثة ومستدامة في الزراعة والإنتاج الحيواني، مما يساهم في تقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والمستورد، وتخفيف الضغط على العملة المحلية من خلال تقليص الاعتماد على الواردات.

إضافة إلى ذلك يسعى جهاز مستقبل مصر إلى تطبيق مفاهيم الزراعة المتكاملة التي تجمع بين تربية الماشية وزراعة الأعلاف، مما يخفض تكاليف الإنتاج بشكل كبير ويحسن من الكفاءة الإنتاجية كما يشمل المشروع تطوير برامج للتدريب ورفع كفاءة العمال في القطاع الزراعي والحيواني، بما يضمن تحسين الإنتاجية والجودة.

من خلال هذه الجهود يأمل جهاز مستقبل مصر أن يسهم في تحقيق استقلال غذائي أكبر، وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال دعم الإنتاج المحلي، وبالتالي تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ويعتبر هذا المسار ضروريًا لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة تلبي احتياجات الشعب المصري المتزايدة.

إن تحسين البنية التحتية الزراعية والحيوانية يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الإنتاج المحلي، والاستثمار في البنية التحتية الحديثة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة من خلال استخدام تكنولوجيا أفضل في تربية الحيوانات والزراعة كما يشمل ذلك تطوير نظم الري الحديثة، ومراكز التجميع والتوزيع لضمان وصول اللحوم إلى الأسواق بشكل فعال.

الاستثمار في البرامج الجينية لتحسين سلالات الماشية المحلية يمكن أن يزيد من إنتاج اللحوم ويحسن الخصائص الغذائية للحوم، وتحسين السلالات من خلال تقنيات التهجين والاختيار الجيني يساهم في رفع معدلات النمو وتحسين قدرة الحيوانات على مقاومة الأمراض، مما يقلل من الحاجة للاستثمارات الكبيرة في العلاجات البيطرية ويخفض التكاليف.

الدور الذي تلعبه السياسات الحكومية في تعزيز الإنتاج المحلي لا يمكن إغفاله، ومن خلال تقديم الدعم المالي والفني للمزارعين، وإنشاء الحوافز للاستثمار في الزراعة والحيوان، بالإضافة إلى حماية الصناعات المحلية من المنافسة الخارجية عبر الرسوم الجمركية أو القيود التجارية، يمكن للحكومة أن تعزز قطاع اللحوم المحلي.

اطلع على: كفاءة الطاقة تصرح: الوقوف في أماكن مظللة يقلل استهلاك الوقود في المركبات