خصائص الأراضي الجيرية وطريقة تسميد وزراعة الأراضي الجيرية

تعتبر الأراضي الجيرية من الأنواع الشائعة للأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وهي تتميز بوجود نسبة عالية من كربونات الكالسيوم (CaCO₃)K، وتمتاز بمزايا مثل الصرف الجيد، لكنها تواجه العديد من التحديات الزراعية بسبب قلة خصوبتها وارتفاع قلويتها لذلك يتطلب زراعتها وتسميدها اتباع استراتيجيات محددة لتحسين إنتاجية المحاصيل وضمان تحقيق أقصى استفادة منها.

خصائص الأراضي الجيرية

تتميز الأراضي الجيرية بعدة خصائص تميزها عن باقي أنواع الأراضي الزراعية، من أهمها:

  • ارتفاع نسبة الكالسيوم:

تحتوي هذه الأراضي على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم، مما يؤدي إلى قلوية التربة، وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً على امتصاص بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد، والزنك، والمنغنيز.

  • تصريف المياه:

تمتاز الأراضي الجيرية بتصريف جيد للمياه، مما يقلل من مشكلة تراكم الأملاح إلا أن هذا التصريف السريع قد يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية بسهولة.

  • قوام التربة:

غالباً ما تكون الأراضي الجيرية خفيفة القوام وسهلة الانضغاط، لكنها قد تعاني من قلة الاحتفاظ بالماء.

الأراضي الجيرية

التحديات الزراعية في الأراضي الجيرية

  • قلوية التربة: تؤدي قلوية التربة إلى تراجع قدرة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية، مما يضعف نموها ويقلل من إنتاجيتها.
  • نقص العناصر الغذائية: غالباً ما تكون الأراضي الجيرية فقيرة في بعض العناصر الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
  • ضعف بنية التربة: يساهم القوام الخفيف للتربة الجيرية في تقليل قدرتها على الاحتفاظ بالماء، مما يزيد من حاجة المحاصيل للري المنتظم.

الأراضي الجيرية

استراتيجيات تسميد الأراضي الجيرية

لتعزيز خصوبة الأراضي الجيرية وزيادة إنتاجيتها يجب اتباع استراتيجيات معينة في التسميد، ومن أبرزها:

  • استخدام الأسمدة العضوية:

تساعد المواد العضوية مثل السماد البلدي والكمبوست في تحسين بنية التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية كما تعمل المادة العضوية على تعديل قلوية التربة وتحسين الظروف العامة للنمو.

  • الأسمدة الكيميائية:

يمكن استخدام الأسمدة الكيميائية المتوازنة التي تحتوي على النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم لتعويض نقص هذه العناصر، ومن المهم تجنب استخدام الأسمدة التي تحتوي على الكالسيوم مثل نترات الكالسيوم لتجنب زيادة قلوية التربة.

  • إضافة الكبريت:

يمكن استخدام الكبريت كعنصر مهم في تعديل قلوية التربة، وعند إضافته إلى التربة يتحول إلى حامض الكبريتيك الذي يساعد في تقليل مستوى pH التربة، مما يحسن من امتصاص العناصر الغذائية.

استراتيجيات زراعة الأراضي الجيرية

بالإضافة إلى التسميد المناسب هناك بعض الممارسات الزراعية التي يمكن أن تساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل في الأراضي الجيرية:

  • اختيار المحاصيل المناسبة: يفضل زراعة المحاصيل التي تتحمل القلوية مثل القطن، والشعير، وبعض أنواع الأشجار المثمرة كالتين والزيتون.
  • التخطيط الجيد للري: نظراً لضعف قدرة الأراضي الجيرية على الاحتفاظ بالماء، يجب تنفيذ نظام ري مناسب، ويفضل استخدام تقنيات الري بالتنقيط لتقليل فقد الماء وتعزيز الاستفادة منه.
  • تحسين بنية التربة: من خلال الزراعة المتداخلة واستخدام محاصيل التغطية، يمكن تحسين بنية التربة وزيادة نسبة المادة العضوية فيها.

اطلع على: توقيت زراعة الأشجار المثمرة وأهم 6 نصائح لزراعة أشجار الزينة

النباتات التي يمكن زراعتها في التربة الجيرية

تتميز التربة الجيرية بقلويتها واحتوائها على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم، مما يؤثر على زراعة بعض النباتات التي تحتاج إلى تربة حمضية أو متعادلة، ومع ذلك هناك العديد من النباتات التي تتحمل الظروف الجيرية وتنمو بشكل جيد فيها.

الزيتون:

  • الزيتون من الأشجار المثمرة التي تتحمل التربة الجيرية بشكل جيد.
  • تتكيف أشجار الزيتون مع القلوية العالية للتربة وتزدهر في المناطق ذات المناخات الحارة والجافة، حيث تنتشر التربة الجيرية.

التين:

  • أشجار التين تتحمل التربة الجيرية وتنمو بشكل جيد فيها.
  • التين معروف بقدرته على التكيف مع ظروف التربة المختلفة، بما في ذلك الأراضي ذات القلوية العالية.

العنب:

  • يعتبر من المحاصيل المثمرة التي تنمو بشكل جيد في التربة الجيرية.
  • الكروم تتكيف مع الظروف القاسية وتنتج ثماراً عالية الجودة، خصوصاً في المناطق الجافة والمشمسة.

اللوز:

  • أشجار اللوز قادرة على النمو في التربة الجيرية بشرط توفر صرف جيد للماء.
  • اللوز يتحمل قلوية التربة وينتج محاصيل جيدة، خاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل.

الشعير:

  • الشعير من الحبوب التي تتحمل التربة الجيرية جيداً.
  • يُزرع الشعير عادة في المناطق التي تعاني من قلة الأمطار، وهو قادر على النمو في تربة ذات قلوية عالية.

الزعتر:

  • هو نبات عطري يستخدم في الطهي والطب التقليدي، وهو من النباتات التي تتحمل التربة الجيرية.
  • ينمو بشكل جيد في التربة الجافة والمناطق التي تتمتع بصرف جيد.

إكليل الجبل (الروزماري):

  • إكليل الجبل من النباتات العطرية التي تتحمل التربة الجيرية.
  • ينمو هذا النبات بشكل جيد في التربة القلوية ويزدهر في المناطق ذات المناخ الدافئ.

الخزامى (اللافندر):

  • هو نبات زينة وعطري يتكيف مع التربة الجيرية ويزدهر في المناطق ذات المناخ الجاف والمشمس.
  • يعتبر من النباتات المقاومة للجفاف.

الصنوبر:

  • بعض أنواع أشجار الصنوبر مثل الصنوبر الحلبي تنمو بشكل جيد في التربة الجيرية وتتحمل القلوية العالية للتربة.

الخرشوف:

  • الخرشوف نبات يمكن زراعته في التربة الجيرية.
  • يتكيف مع قلوية التربة وينتج محصولاً جيداً، خاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل.

القمح:

  • هو محصول حبوب آخر يتحمل التربة الجيرية وينمو جيداً فيها خاصة في المناطق ذات الأمطار القليلة.

الزعرور:

  • هو شجرة مثمرة تتحمل التربة الجيرية، وتُستخدم في المناطق الجبلية والزراعية لإنتاج الفواكه الطبية والصالحة للأكل.

اطلع على: أهمية الزراعة في الوطن العربي وأهم مشكلاتها

نصائح عند الزراعة في الأراضي الجيرية

الزراعة في الأراضي الجيرية تتطلب اتباع بعض النصائح والإرشادات لضمان تحقيق أفضل النتائج، وتهدف إلى تحسين خصوبة التربة، وزيادة امتصاص النباتات للعناصر الغذائية، وضمان نمو صحي ومستدام.

  1. قبل البدء في الزراعة من الضروري إجراء تحليل شامل للتربة لفهم خصائصها الكيميائية والفيزيائية.
  2. هذا التحليل يساعد في تحديد مستوى القلوية، ونسبة كربونات الكالسيوم، ومستويات العناصر الغذائية الأخرى.
  3. بناءً على النتائج يمكن اتخاذ قرارات مدروسة بشأن التسميد والتحسينات الضرورية للتربة.
  4. إذا كانت التربة قلوية جداً (pH أعلى من 5) يمكن استخدام مواد مثل الكبريت أو الجبس الزراعي لتقليل مستوى pH وتحسين امتصاص النباتات للعناصر الغذائية.
  5. الكبريت يتفاعل مع التربة ويُكوّن حمض الكبريتيك، مما يساعد في تعديل قلوية التربة.
  6. إضافة المواد العضوية مثل السماد البلدي أو الكمبوست يحسن بنية التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة والعناصر الغذائية.
  7. الأسمدة العضوية تساعد أيضاً في تقليل تأثير القلوية وتعزيز النشاط الميكروبي في التربة.
  8. اختيار المحاصيل التي تتحمل التربة الجيرية أمر ضروري وهناك نباتات مثل الزيتون، والعنب، والشعير التي تتكيف بشكل جيد مع الظروف الجيرية.
  9. زراعة محاصيل متحملة للقلوية يساعد في الحصول على نتائج أفضل.
  10. التربة الجيرية غالباً ما تعاني من ضعف قدرة الاحتفاظ بالماء، مما يستلزم ري المحاصيل بشكل منتظم لتجنب الإجهاد المائي.
  11. استخدام تقنيات الري بالتنقيط يمكن أن يكون فعالاً لتوفير المياه بشكل مستمر ودقيق، مما يقلل من فقدان المياه ويحسن من كفاءة استخدام الموارد.
  12. بسبب القلوية العالية، قد تواجه النباتات صعوبة في امتصاص بعض العناصر الدقيقة مثل الحديد، والزنك، والمنغنيز.
  13. يمكن استخدام مكملات التربة التي تحتوي على هذه العناصر، أو استخدام الأسمدة الورقية لتزويد النباتات بما تحتاجه من عناصر دقيقة.
  14. إضافة مواد عضوية، مثل الدبال أو الجفت يمكن أن يساعد في تحسين بنية التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء.
  15. هذا يساعد في تقليل التباين في رطوبة التربة وضمان نمو متساوٍ للمحاصيل.
  16. التربة الجيرية قد تكون مضغوطة وصلبة لذا من المهم حراثتها بشكل جيد لتفتيتها وتحسين تهويتها.
  17. الحراثة الجيدة تساعد في تعزيز نمو جذور النباتات وتحسين قدرة التربة على الامتصاص والتصريف.
  18. بعد الزراعة من المهم مراقبة التربة بانتظام، بما في ذلك مستوى الرطوبة ودرجة الحموضة.
  19. إجراء تعديلات دورية على التربة يمكن أن يساعد في الحفاظ على خصوبتها وضمان استمرار الإنتاجية العالية.
  20. قد تكون عرضة لنمو بعض أنواع الأعشاب الضارة التي تنافس المحاصيل على العناصر الغذائية والماء.
  21. لذلك يجب اتباع برنامج إدارة متكامل للأعشاب الضارة يشمل الطرق الكيميائية والميكانيكية والبيولوجية.
  22. لتقليل الآثار السلبية للزراعة على التربة يمكن استخدام تقنيات الزراعة المستدامة مثل الزراعة العضوية، والزراعة المتعددة، والزراعة المحمية.
  23. هذه التقنيات تساعد في الحفاظ على خصوبة التربة وتحسين إنتاجيتها على المدى الطويل.