أين يقع حصن حب ؟ وما هي أهميته الاستراتيجية

أين يقع حصن حب التاريخي ؟ منذ فجر التاريخ ويحرص الحكام على بناء القلاع والحصون، ومهما كان الهدف منها فاليوم هي الشاهد الأكبر على الأحداث التاريخية، وهذا الحصن بالتحديد له أهمية كبرى وقصة ممتعة يجب سردها.

أين يقع حصن حب

أين يقع حصن حب

يقع هذا الحصن الذي يزين الأراضي اليمنية في محافظة إب شرقًا، في مديرية بعدان، حيث ترتفع عن مستوى سطح البحر لذلك فإن المناخ السائد على هذه المنطقة هو المنعش المصحوب بالبرودة.

مع هطول أمطار موسمية بغزارة، ويأخذ هذا المكان سحره من ضبابية المرتفعات، ويرجع سبب تسمية حب بفتح الحاء وتشديد الباء هذا المكان لموقعه على طريق القوافل.

لا يفوتك أيضًا: أكبر الدول العربية مساحة بالترتيب

حصن حب لوحة فنية وسط الوديان

هذا الحصن التاريخ توسط مجموعة من الوديان الممتدة على مسافات واسعة محيطة به ولذلك كان هذا الطريق هو الخاص بالتجار.

لذلك ستجد عدد من المخازن الممتدة التي تم بناؤها بطريقة عبقرية جعلتها صالحة للاستخدام حتى يومنا هذا، فإنه يقف شامخًا وسط الخضرة ليبعث السلام والشعور بالعظمة لكل المارين، ويسرد أمجاد الماضي وقدرة الشعب على صنع المزيد.

من أول من بنى حصن حب

إذا دققت النظر في إجابة سؤالك أين يقع حصن حب وتتبعت الدلائل التاريخية الأخرى ستجد أنه من الحصون الحميرية، فأول شخص قام ببنائه هو الحميري يريم بن ذو رعين.

يُعتقد بأن السبب الرئيس وراء بناء هذا الحصن هو جعله مقبرة لصاحبه بعد موته، وهذا التفسير جاء بعد اكتشاف جثمان بداخله أغلب الظن أنه لأحد الحميريين.

ظل مجرد مقبرة إلى أن رأى يوسف بن عمرو بن رسول القيمة العسكرية له بعد مقتل أبيه، في القرن السابع الهجري، ظل هذا المكان المختلف محل صراع بين حكام دويلات اليمين المختلفة.

حتى جاء الغزو العثماني الذي جدد أساوره مرة أخرى على التراث اليمني القديم لإعادة استخدامه عسكريًا، وعلى الرغم من مكانته العسكرية لم يكن هذا هو الاستخدام الوحيد له.

صعوبة الوصول إلى هذا الحصن بسبب الطرق المتعرجة في الوديان الخضراء ذات الطبيعة الخلابة التي تمتد إلى 27 كيلومترًا جعلت منه مركز آمن للحبوب.

بالفعل فسجد مجموعة من المخازن المحفورة في الصخور التي ظلت صامدة إلى يومنا هذا، فالحبوب كانت مطمع في هذا الوقت.

بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى ظروف خاصة لتخزينها، ومع كل هذه الاستخدامات لهذا البناء العريق فهو اليوم بمثابة متحف تاريخي معلق، كما أنه لا يخلو من الآثار التي تعود إلى العصر الحميري.

لا يفوتك أيضًا: أهم 10 معلومات عن عالم البحار

أهمية حصن حب الاستراتيجية

أين يقع حصن حب

هذا البناء يتمتع بأهمية استراتيجية منذ عصور ما قبل الإسلام حتى، وكان الاستحواذ عليه بمثابة الاستحواذ على القوة لقدراته العسكرية والدفاعية.

كما أنه يشير إلى المقاومة الوطنية على مدار العصور كما حدث في الغزو الأجنبي لليمن في العصور التاريخية القديمة والوسطى.

أهمية موقعه ليست عسكرية فقط فهو يطل على عدد من القرى الزراعية ويعتبر ملاذ آمن من الصوص تمامًا كالأهرام بالنسبة للمصريين القدماء.

أطلال حصن حب

لهذا الحصن قيمة كبيرة فهو جمع بين العمارة اليمنية الخالصة ممزوجة بالحصون العسكرية المنيعة، وتحول إلى مزار سياحي هام في محافظة إب.

لكن شكله التاريخي يختلف عن الشكل الحالي له حيث أكد الباحثون أنه كان محاط بثلاثة من الأسوار العالية، ولكن بفعل الإهمال والعوامل البيئية، لم يتبقى إلا السور الداخلي فقط.

على الرغم من أنه الوحيد المتبقي إلا أنه يخبرنا بالعظمة الهندسية فهو يلتف حول قمة الجبل بتعرجاته الممتدة على طول الجهة الامامية منه وينتهي على شكل نصف دائري.

الجهة الخلفية من الحصن تتميز بحماية طبيعية، بسبب المرتفع الجبلي الذي شكل عائق منيع لكل من حاول تسلقه.

لكنه لا يخلو من أطلال المباني التي يُعتقد أنها كانت مساكن للأمراء، أو مسكن لقوات الجيش المقيمة في هذا الحصن.

لا يخلو الحصن من بقايا اسطبل الخيول الذي كان شاهد على بداية المعارك وانطلاقه الحماس، ومن الأطلال الأخرى التي ستجدها في هذا الحصن، حوض مياه.

أما عن باطن الجبل فهو حاضن لمخزن حبوب عبارة عن مجموعة كبير من الحفر المتقاربة تم بنائها من الأحجار الصلبة، يجمع سقف واحد بين كل الحجرات.

أما عن الحصن الحالي فما زال يحتفظ بسوره من الحجارة الصلدة من جهتيه الشرقية والغربية، بالإضافة إلى أبراج المراقبة المنتشرة والتي بنيت على شكل نصف دائرة.

لا يفوتك أيضًا: صور الطبيعة في جورجيا

رأي المؤرخين في حصن حب

بعد الدراسية والبحث والتدقيق من قبل المؤرخين المهتمين بهذا الحصن، فجاء وصف هذا البناء على أنه من الحصون اليمينية الآمنة على الإطلاق، بالإضافة إلى أنه الأكثر شهرة بسبب ما ارتبط به من أحداث تاريخية مؤثرة.

فهو كالأب الحارس الذي ينتصف القرى والهضاب المحيطة به التي تنبض بالحياة والخضرة والثمار فيأتي إليها كل من له محبوبة حريص عليها ليتركها مع هذا الأب الأمين.

كما أنه الفيصل في المعارك الحربية لأنه الذي يوفر السلاح والإمدادات بالإضافة إلى المؤن والرجال، لذلك كان هو الهدف الكبير بالنسبة للغزاة.

أما اليوم فهو الهدف لكل من يهتم بتاريخ بالتاريخ ويريد أن يذهب إلى مكان ليشعر بالفخر به، ويرى كيف استطاعت العمارة أن تربط هذا السور الضخم بوابة كبيرة تؤدي إلى الفناء الضخم.

وترى الحكايات التي تسردها أطلال الحدائق والحمامات ومعطرة الزيوت، ربما عند رؤية هذه الأمجاد يتسرب الأمل إلى النفس من جديد.

عندما تعرف أين يقع حصن حب ستعرف أهمية هذا المكان الكبير الذي يتوسط الأراضي الزراعية، ويفتح يديه أمام مخزون الوطن من الحبوب فهو بمثابة حافظ الأمن الغذائي الوطني.